شهاب الأسمر

يصنع بسمة أمل يومية للمصابين بإتقانه شخصية «طبيب مهرج»

يكرس الطبيب المهرج محمد الجوجو حياته لرسم ابتسامة يومية على وجوه الأطفال المرضى بالسرطان في غزة.

وينتظر الصغار «عمو المهرج» كما يطلقون عليه داخل أروقه قسم الأورام السرطانية للأطفال في مستشفى الرنتيسي التخصصي، الذي يرافقهم خلال وجودهم على أسرّة العلاج.

ويعمل الجوجو (25 عاماً)، في مؤسسة بسمة أمل لرعاية مرضى السرطان منذ افتتاحها بعام 2010، وكانت نقطة التحول حينما كان يرافق الأطفال المصابين بمرض السرطان، فقال أحدهم ممن يتلقون العلاج في المستشفيات داخل الأراضي المحتلة: «ليش مفش عنا مهرج يضحكنا بمستشفيات غزة».

ويقول الطبيب المهرج محمد الجوجو لـ«الرؤية»، منذ تلك اللحظة بدأت الفكرة تراودني، وصولاً للتسجيل في دبلوم مهرج طبي ولأجد نفسي أحببت ما أقدمت عليه، حيث تتمثل شخصية الطبيب المهرج، في روب طبيب ملون ومزين وأنف أحمر يميزه عن عامة المتواجدين في المكان، وبرفقته حقيبة تحتوي على العديد من الألعاب.

ويثير الطبيب المهرج ـ الذي بدأ حياته العملية بالسيرك ـ أجواء مدهشة بين أوساط الأطفال المتواجدين داخل غرف العلاج، جراء لعب دور الطبيب بشكل آخر، والبدء بكسر كافة الحواجز والرهبة الكامنة بين الطفل والطبيب.

أخبار ذات صلة

تدريس إدارة الأموال لتلاميذ الابتدائية في بريطانيا
النحت بقش الأرز.. مهرجان سنوي للفنون من مخلفات الزراعة باليابان

ويسعى المهرج محمد لأن يدمج السعادة والعلاج النفسي في تعامله مع الأطفال جراء عزل عقلهم الباطن عن المحيط المقلق الذي يرعبهم، حيث يواجه أطفالاً انطوائيين وآخرين سريعي الانفعال، ما يدفعه للعمل ضمن سيناريوهات مستقلة لكل طفل على حدة.

ويرى محمد أن علاج مرضى السرطان وفق التجربة يعتمد على التفريغ النفسي والضحك ما يساعدهم على التكيف مع الإصابة والتحلي بالعزيمة والاهتمام بالصحة والطعام ما يزيد من المناعة، مشيراً إلى أن مقولة الضحك يقوي المناعة يعتمد عليها في عمله.

وعلى الرغم من رسمه الابتسامة على شفاه الأطفال المصابين بالسرطان وظهوره دوما بمظهر المبتسم، إلا أنه لا يستطيع إخفاء دموعه التي تنهمر من عيونه عند سماع خبر وفاة أحد الأطفال المرضى.