تحتل الأسطورة والقصص الشعبية التراثية مكانة كبيرة في نفوس الأفراد، وفي تشكيل الأنسجة الاجتماعية، كما تؤثرعلى اللاوعي بنسب متفاوتة، وتلك القصص تغوص في بحار الخيال غير أنها لا تتجاوز نطاق المستحيل المتوقع حدوثه.
من جهة أخرى، قد يحظى السارد لتك القصص بالمكانة العالية لجهة الإصغاء إليه، وذلك بمدى قدرته وتمكنه من مزج ألوان الخيال بالواقع، والأكاذيب بالحقائق، علماً بأن السارد لتلك القصص لا يدّعي الصدق على لسانه، ولكنه يطرح الخيال بمنظور الصدق فيجعل العقل يتقبلها، وهذا على عكس مروجي الأكاذيب، الذين يسعون للتضليل والخداع مع ادعاء أصحابها الصدق، ومهما يكن، فإن القصص التراثية الشعبية تعتبر وسيلة لما نعجز عن تفسيره في واقعنا، مثلما هي أسلوب للخروج عن الواقع، وتوقع المستقبل.
هنا تحضرني قصة تناقلها بعض الرواة، عرفتها في إحدى الليالي الباردة، وأنا أتجاذب أطراف الحديث مع والدي ـ رحمه الله ـ فقد روى لي قصة ـ أو لنقل أسطورة ـ سمعها من جدِّي، تخص مالك بن فهم الأزدي أول ملك ملوك «تنوخ» الذي حكم لمة 70 عاماً، وكان من الشخصيات المؤثرة في تاريخ العرب.
لقد اتّخذ هذا الملك من أولاده حرساً له لعدم ثقته إلا بهم، وكان كل ليلة يحرسه أحد أولاده، كما كان مالك بن فهم يقرّب أحد أبنائه لما فيه من صفات الشجاعة والقوة والذكاء والنباهة، ما تسبب في دخول الغيرة إلى نفوس بقية أبنائه، فراحوا يكيدون لأخيهم ويوغرون صدر أبيهم عليه، وأخبروا أباهم بأن أخاهم «سليمة» يتقاعس عن حمايته وينام الليل كله.
أراد الأب أن يتأكد من كلامهم، فجاءه في دجى الليل متخفيّاً، فما كان من «سليمة» ألا أن رماه بسهم فأصابه في مقتل، فأنشد أبوه مالك بيته الشعري المعروف، والذي ينسبه بعض الباحثين إلى معن بن أوس:
أُعَلِّـمُهُ الرِّمَـايةَ كُلَّ يَـومٍ
فَلمَّـا اشْتَدَّ سَاعِدُه رَمانِي
ولما عرف سليمة أنه قتل والده، هرب هائماً من موطنه والعار يثقله، وغيّر اسمه إلى «فارس» كي لا يعرفه أحد، وركب البحر إلى الضفة الأخرى، إلى بلاد «الساساتان»، التي قال الرواة عنها: إن هذه البلاد كان يحكمها ملك ظالم، واستطاع فارس أن يقود الثورة على الملك ويقتله ويحكم البلاد، كما يذكر الرواة أيضاً: أن البلاد سُمّيت ببلاد فارس نسبة إليه، والبحر الذى اجتازه هو خليج فارس (العربي).
من جهة أخرى، قد يحظى السارد لتك القصص بالمكانة العالية لجهة الإصغاء إليه، وذلك بمدى قدرته وتمكنه من مزج ألوان الخيال بالواقع، والأكاذيب بالحقائق، علماً بأن السارد لتلك القصص لا يدّعي الصدق على لسانه، ولكنه يطرح الخيال بمنظور الصدق فيجعل العقل يتقبلها، وهذا على عكس مروجي الأكاذيب، الذين يسعون للتضليل والخداع مع ادعاء أصحابها الصدق، ومهما يكن، فإن القصص التراثية الشعبية تعتبر وسيلة لما نعجز عن تفسيره في واقعنا، مثلما هي أسلوب للخروج عن الواقع، وتوقع المستقبل.
هنا تحضرني قصة تناقلها بعض الرواة، عرفتها في إحدى الليالي الباردة، وأنا أتجاذب أطراف الحديث مع والدي ـ رحمه الله ـ فقد روى لي قصة ـ أو لنقل أسطورة ـ سمعها من جدِّي، تخص مالك بن فهم الأزدي أول ملك ملوك «تنوخ» الذي حكم لمة 70 عاماً، وكان من الشخصيات المؤثرة في تاريخ العرب.
أراد الأب أن يتأكد من كلامهم، فجاءه في دجى الليل متخفيّاً، فما كان من «سليمة» ألا أن رماه بسهم فأصابه في مقتل، فأنشد أبوه مالك بيته الشعري المعروف، والذي ينسبه بعض الباحثين إلى معن بن أوس:
أُعَلِّـمُهُ الرِّمَـايةَ كُلَّ يَـومٍ
فَلمَّـا اشْتَدَّ سَاعِدُه رَمانِي
ولما عرف سليمة أنه قتل والده، هرب هائماً من موطنه والعار يثقله، وغيّر اسمه إلى «فارس» كي لا يعرفه أحد، وركب البحر إلى الضفة الأخرى، إلى بلاد «الساساتان»، التي قال الرواة عنها: إن هذه البلاد كان يحكمها ملك ظالم، واستطاع فارس أن يقود الثورة على الملك ويقتله ويحكم البلاد، كما يذكر الرواة أيضاً: أن البلاد سُمّيت ببلاد فارس نسبة إليه، والبحر الذى اجتازه هو خليج فارس (العربي).