تستعد كوريا الشمالية لإرسال منشورات مناهضة لجارتها الجنوبية عبر الحدود، وفق ما أفادت وسائل إعلام رسمية اليوم، وذلك مع احتدام التوتر بين الغريمتين.
وأصدرت بيونغ يانغ مؤخراً سلسلة تصريحات شديدة اللهجة للتنديد بسيؤول، على خلفية منشورات مناهضة للشطر الشمالي يرسلها منشقون فروا إلى كوريا الجنوبية عبر الحدود، إما من خلال ربطها ببالونات أو قارورات.
وكثّفت كوريا الشمالية ضغوطها، الأسبوع الماضي، عبر تفجير مبنى على جانبها من الحدود، شكل رمزاً للتقارب بين الكوريتين، بينما هددت بتعزيز تواجدها العسكري عند الحدود، في وقت قالت إنها تستعد لإطلاق حملة منشورات من طرفها.
وأفادت وكالة الأنباء الكورية الشمالية الرسمية بأن الكوريين الشماليين «الغاضبين... يمضون قدماً بالتحضيرات لإطلاق عملية توزيع واسعة النطاق للمنشورات» باتجاه الشطر الجنوبي.
وتابعت «على كل فعل أن يقابل برد فعل مناسب، ولا يمكن لأحد الشعور بمدى إساءة أمر ما، إلا إذا اختبره بنفسه».
وأظهرت صور نشرتها صحيفة «رودونغ سينمون» الرسمية أعقاب سجائر ورماداً وضعت على منشورات تحمل صورة الرئيس الكوري الجنوبي مون جاي-إن.
وكُتب على منشور حمل صورة لمون وهو يحتسي مشروباً: «أكل كل شيء، بما في ذلك الاتفاق بين الكوريتين».
وتثير المنشورات التي يرسلها المنشقون وتنتقد الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ-أون، على خلفية انتهاكه حقوق الإنسان وطموحاته النووية، حفيظة بيونغ يانغ.
وانتقدت كيم يو جونغ، شقيقة كيم جونغ أون ذات النفوذ، الرئيس الكوري الجنوبي الذي طالما دافع عن الانخراط مع جارة بلاده.
وردت سيؤول بلهجة حازمة على غير عادتها على تنديدات بيونغ يانغ الأخيرة بمون وتفجيرها مكتب الارتباط هذا الأسبوع بالقول إنها «لن تتحمل بعد الآن... أفعال (كوريا الشمالية) غير المنطقية وتصريحاتها».
ويشير محللون إلى أن كوريا الشمالية تسعى على ما يبدو لاختلاق أزمة لتكثيف الضغط على كوريا الجنوبية وانتزاع تنازلات منها.
ودخلت العلاقات بين الكوريتين في حالة جمود منذ أشهر بعد انهيار «قمة هانوي» بين كيم جونغ أون والرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
واختلف الجانبان الأمريكي والكوري الشمالي على التنازلات التي ستكون بيونغ يانغ على استعداد لتقديمها مقابل تخفيف العقوبات المفروضة عليها.
ويأتي تقرير وكالة الأنباء الكورية الشمالية عن المنشورات، اليوم، بعد 24 ساعة على إعلان كيم يون شول، المسؤول الكوري الجنوبي الذي يتولى ملف العلاقات مع الشطر الشمالي، استقالته، على خلفية تصاعد التوتر، معرباً عن أمله في أن توفر مغادرته المنصب «فرصة لوقف» التوتر.
ولا تزال الكوريتان في حالة حرب رسمياً، إذ إن حربهما، التي دارت رحاها من 1950 - 1953 انتهت بدون معاهدة سلام.