يستخدم المسؤولون في سيول تقنية SK Telecom لمراقبة نحو 200 من كبار السن يعيشون بمفردهم، عبر توجيه جهاز التحكم نحو شاشة ضخمة تشبه شاشات ناسا تمتد على طول أحد الجدران. ومع كل نقرة من جهاز التحكم، تظهر مجموعة ملونة من المخططات الدائرية والرسوم البيانية والخرائط التي توضح عادات البحث لدى الآلاف من كبار السن من مواطني كوريا الجنوبية المراقبين بواسطة مكبرات صوت «ذكية»، وهي خدمة تجريبية للرعاية عن بعد تقول الشركة إن هناك حاجة متزايدة لها في ظل أزمة فيروس كورونا.
وتوظف شركات الخدمات الاجتماعية هذه التقنيات لمراقبة علامات الخطر التي تشير إلى تكرار استخدام كلمات بحث تدل على شعور كبار السن بالوحدة أو عدم الإحساس بالأمان عن كثب، وبالتالي إرسال إشعارات بضرورة زيارة مراكز الرعاية في حال الضرورة.
ويقوم الاختصاصيون الاجتماعيون، الذين لديهم تطبيقات الهواتف الذكية بإجراء مكالمات أو زيارات عندما لا يستخدم المستخدمون أجهزتهم لأكثر من 24 ساعة
ومع سعي حكومة كوريا الجنوبية للسماح للشركات بالوصول إلى كميات هائلة من المعلومات الشخصية وتخفيف القيود التي تمنع التطبيب عن بعد، يمكن لشركات التكنولوجيا أن تجد أسواقاً أكبر لترويج منتجات الذكاء الاصطناعي وغيرها من التقنيات الناشئة.
وعادت الحملة التي رفضت لسنوات من قبل دعاة الحرية المدنية وأصحاب المهن الطبية، للنشاط من جديد من خلال معركة تقودها التكنولوجيا ضد كوفيد-19. لقد نجحت هذه الحملة حتى الآن في كوريا الجنوبية في مواجهة كورونا.
مسلحين بقانون الأمراض المعدية الذي فرض بعد تفشي وباء عام 2015 لنوع مختلف من فيروس كورونا MERS، استخدمت السلطات الصحية سجلات بطاقات الائتمان ومقاطع فيديو المراقبة وبيانات الهاتف المحمول للعثور على حاملي الفيروسات المحتملين وعزلهم دون كشف أسمائهم على العام.
وتُستخدم تطبيقات التتبع عبر الهواتف الذكية لمراقبة ما يقرب من 30 ألف فرد معزول في المنزل. واعتباراً من يوم الاثنين، سيُطلب من أماكن الترفيه في سيول وإنشيون ودايجون تسجيل العملاء باستخدام رموز الاستجابة السريعة QR الخاصة بالهواتف الذكية من أجل التمكن من تحديد موقعهم بسهولة إذا لزم الأمر.
وسمح حوالي 3200 شخص في جميع أنحاء البلاد، معظمهم فوق الـ70 عاماً ويعيشون بمفردهم، حتى الآن لأجهزة SK Telecom الصوتية بالاستماع إليهم على مدار 24 ساعة في اليوم منذ إطلاق الخدمة في أبريل 2019، حسبما ذكر موقع ديكان كرونيكل، وتتوقع الشركة أن يتضاعف عدد المستخدمين بحلول نهاية العام على الأقل.
لقد قللت التكنولوجيا من التواصل البشري في خدمات الرعاية بينما لا تزال تزود الحكومات بتقنيات تمنع المسنين من الموت وحدهم. ولهذا أهمية بالغة في بلد يصارع مشكلة شيخوخة السكان وارتفاع معدلات الفقر بين المتقاعدين.
وصممت مكبرات الصوت مثل جهاز Nugu بتقنيات الذكاء الاصطناعي وتسمى «Aria» ولها مصباح يتحول إلى اللون الأزرق عند معالجة الأوامر الصوتية للأخبار والموسيقى وعمليات البحث عبر الإنترنت. يمكن للأجهزة أيضاً استخدام ألعاب المهارة لمراقبة الذاكرة والوظائف المعرفية لمستخدميها المسنين إلى جانب تقديم النصائح العلاجية المفيدة
ولكن من الصعب على عملاء SK Telecom استخدام المعلومات دون وجود إرشادات قانونية واضحة للتعامل مع البيانات الصحية على الشبكات الخاصة.
قد تعيق أسباب مماثلة أيضاً الاستخدام المحلي للتقنيات الصحية التي طورتها شركة سامسونغ للإلكترونيات، التي حصلت مؤخراً على موافقة لتطبيق ساعة ذكية smartwatch تراقب ضغط الدم.
وأعد المسؤولون لوائح لقوانين البيانات المنقحة والتي تهدف إلى السماح للشركات بحرية أكبر في جمع البيانات الشخصية المجهولة وتحليلها دون طلب موافقة فردية.
وإذا كانوا يعملون على النحو المنشود، فسوف يسمح للذكاء الاصطناعي بالانطلاق وتمهيد الطريق لخدمات الرعاية المالية والصحية المخصصة بدءاً من أغسطس.