علماء النفس والاجتماع في أبحاثهم وأطروحاتهم يبدؤون بالسؤال: لماذا نكذب؟ لماذا يخون البشر؟ لماذا الأنانية ولماذا لا يلتزم الإنسان بالقيم؟
بينما الفلاسفة يطرحون أسئلة على شاكلة: لماذا يكون البشر صادقين؟ ولماذا يكونون أمناء ولماذا الإيثار؟ ولماذا يلتزمون بالقيم؟
وهنا يكمن الإشكال: هل القيم والمبادئ قيمة مضافه للبشر أم قيمة ناقصة منهم؟
إن الناظر عبر المجهر للإنسان يرى جسمه يتكون من خلايا تُدعى الخلايا الحيوانية، وهي نفس الخلايا المتواجدة لدى الحيوان، وهذه الخلايا ما بينها وبين كل دخيل عليها من خلايا أخرى معادية لها قتال وصراع في سبيل بقائها، وهذا ما يعطي صورة واضحة لطبيعة الإنسان، فجزئياته نسخة منه.
فهل الشر هو الأساس في البشر والخير دخيل عليهم؟ وإن كان كلاهما في داخل الإنسان فالسيطرة والغلبة لمن؟ وإذا كان التمسك بالقيم عمل خير فهو يسبح عكس تيار الطبيعة ويلقى كثيراً من الصعوبات والمقاومة داخل النفس، فلذلك يلقى صاحبها الجزاء من الله، وهذا ما تقوله الكتب السماوية، وكذاك تقص علينا هذه الكتب أن الأغلبية ليسوا على حق وهم الأشرار. يقول المفكر البوسني على عزت بيجوفيتش: (القيم كظاهرة واقعية في حياة الإنسان لا يمكن تفسيرها تفسيراً عقلانياً أو منطقياً، فهذا السلوك إما لا معنى له، وإما له معنى في السماء).
إما أن تسقط القيم باعتبارها كومة من التعصبات أو أن تدخل في معادله قيمة نسميها الخلود، وأن هنالك عالماً آخر غير هذا العالم، وعندما لا ينزعج المجتمع من الكاذب أو الخائن أو الغش، وفي المقابل يتفاجأ بالصادق والأمين والكريم في أوقات العسر، وعندما تختلط المصلحة بالواجب فهنا تُطرح علامة الاستفهام.
في الأزمات تتجلى الفضائل والرذائل بوضوح، وعندما يسقط شهيد في الصفوف الأولى فقد علم هذا الشهيد معنى الإنسان والحياة والخلود.
لن تشهد برق شهب أرواحهم في السماء إلا العيون التي رأت الواجب واحتقرت المصالح، فما تبحث عنه الأنفس يبحث عنها في هذه الحياة، وفي هذا السياق يقول جبران خليل جبران في مطلع قصيدته المواكب:
الخير في الناس مصنوع إذا جبروا
والشرفي الناس لا يفنى وإن قبروا
وأكثــــــــر النــاس آلات تحــركـــها
أصـــابع الــــدهر يومــــا ثم تنكســر.
بينما الفلاسفة يطرحون أسئلة على شاكلة: لماذا يكون البشر صادقين؟ ولماذا يكونون أمناء ولماذا الإيثار؟ ولماذا يلتزمون بالقيم؟
وهنا يكمن الإشكال: هل القيم والمبادئ قيمة مضافه للبشر أم قيمة ناقصة منهم؟
فهل الشر هو الأساس في البشر والخير دخيل عليهم؟ وإن كان كلاهما في داخل الإنسان فالسيطرة والغلبة لمن؟ وإذا كان التمسك بالقيم عمل خير فهو يسبح عكس تيار الطبيعة ويلقى كثيراً من الصعوبات والمقاومة داخل النفس، فلذلك يلقى صاحبها الجزاء من الله، وهذا ما تقوله الكتب السماوية، وكذاك تقص علينا هذه الكتب أن الأغلبية ليسوا على حق وهم الأشرار. يقول المفكر البوسني على عزت بيجوفيتش: (القيم كظاهرة واقعية في حياة الإنسان لا يمكن تفسيرها تفسيراً عقلانياً أو منطقياً، فهذا السلوك إما لا معنى له، وإما له معنى في السماء).
إما أن تسقط القيم باعتبارها كومة من التعصبات أو أن تدخل في معادله قيمة نسميها الخلود، وأن هنالك عالماً آخر غير هذا العالم، وعندما لا ينزعج المجتمع من الكاذب أو الخائن أو الغش، وفي المقابل يتفاجأ بالصادق والأمين والكريم في أوقات العسر، وعندما تختلط المصلحة بالواجب فهنا تُطرح علامة الاستفهام.
في الأزمات تتجلى الفضائل والرذائل بوضوح، وعندما يسقط شهيد في الصفوف الأولى فقد علم هذا الشهيد معنى الإنسان والحياة والخلود.
لن تشهد برق شهب أرواحهم في السماء إلا العيون التي رأت الواجب واحتقرت المصالح، فما تبحث عنه الأنفس يبحث عنها في هذه الحياة، وفي هذا السياق يقول جبران خليل جبران في مطلع قصيدته المواكب:
الخير في الناس مصنوع إذا جبروا
والشرفي الناس لا يفنى وإن قبروا
وأكثــــــــر النــاس آلات تحــركـــها
أصـــابع الــــدهر يومــــا ثم تنكســر.