يوضح المؤلف باسل عبدالله أن مصطلح العلمانية في القرنين الأخيرين نال حيزاً واسعاً من المتابعة والاهتمام على الصعيد العالمي، وتنوعت المواقف بشأنه بين المؤيد والمساند والرافض والمعارض. ووصل هذا المصطلح إلينا مع بداية عصر النهضة العربية، فشكّل مادة دسمة للنقاش والجدال والتداول في العالم العربي، فتبناه البعض باعتباره مدخلاً لتطوير المجتمعات العربية، بينما هاجمه البعض الآخر معتبراً إياه حالة منافسة للدين، فأقحِمَت العلمانية بذلك في مواجهة معقدة وفي نقاش بعيد عن جوهر أهدافها الحقيقية. ويجيب الكاتب باسل عبدالله في كتابه «العلمانية بين التحليل والتحريم في لبنان والعالم العربي» على أسئلة عدة مطروحة حول العلمانية والطائفية، وتاريخ العلمانية وعلاقتها بالديانتين المسيحية والإسلامية وبالسلطات الدينية وبالإيمان بالله. ويتطرق المؤلف إلى موقف العلمانيين من ظاهرة ارتداء الحجاب، ومن مسألة تداول الأفلام ورسوم الكاريكاتير والكتب المُنتقدة والمُسيئة للأديان، وموقفها من التطرف الديني ومن الإلحاد، وعلاقتها بالطبقية، ونظرتها إلى الأماكن المقدسة. كما يحدد الفرق بين الدولة العلمانية والدولة المدنية، ويحدد أيضاً المحاور الأساسية لبناء الدولة العلمانية.