يطرح مسلسل «شعبية الكرتون» في نسخته الـ14 للمخرج الإماراتي حيدر محمد أسئلة عفوية تعكس هموم الناس، دون أن يفقد حسه الفكاهي وشكله الكوميدي، سواء في أسلوب العرض أو المعالجة، ليدخل في النهاية المتعة والضحك إلى قلوب المشاهدين، معتمداً السخرية الإيجابية المرتبطة بالعمل الكاريكاتيري.
ويأتي الموسم الـ14 لهذا الموسم الرمضاني محملاً بالكثير من المواضيع الاجتماعية لكل أفرد الاسرة وحتى الأطفال، إذ إن العمل يسير على الأهداف الاجتماعية وقضايا من واقع الحياة، تم استعراضها في الموسم السابقة لكن في هذا الموسم يسلط مخرج العمل حيدر محمد الضوء على التنمر الذي يتعرض له الأطفال في المدرسة من قبل زملائهم، عبر حلقة كانت بطلتها نجمة الشعبية عتوقة وابن شقيقتها الطالب المدرسي الذي يتعرض للتنمر من قبل زملائه في المدرسة.
كما أن الموسم ينتقل بالجمهور في رحلة بدأت في الحلقة الأولى وكانت في تايلند ظهر فيها رجال شعبية الكرتون، وقد ذهبوا في رحلة استجمام إلى بانكوك دون علم زوجاتهم إلا أن أمرهم قد كشف، بعد أن تعرضت بانكوك للغرق بسبب انفجار السد المائي، كما استعرضت الحلقات تفاصيل حياة الفاشينستات وزيفهم، من أجل تسويق منتجات تجميلية إضافة إلى ادعائهم بعيش حياة مرفهة، عبر تصوير أنفسهم حول العالم وتوثيق الأطباق اليومية التي يتناولونها، من أجل الحصول على أكبر نسبة متابعين للحصول على صفقات تجارية.
وتطرقت الحلقات إلى قضايا ثابتة وأخرى متجددة، منها مشاكل سوشيال ميديا وما أحدثته في المجتمع المحلي وكيف استغلها أصحاب النفوس الضعيفة في الاحتيال على الآخرين والتلاعب بهم، ويسلط المسلسل الضوء أيضاً على صراعات الموضة التي تنتقل بسهولة حول الكرة الأرضية، ويتأثر بها الناس وتحديداً لعبة «بابجي» التي باتت تشكل حالة هوس وإدمان للمراهقين وللشباب، واستغلال صناع هذه الألعاب الإلكترونية الأطفال والمراهقين من أجل بيع بطاقات استكمال المباريات المباشرة، بالإضافة إلى تسليط الضوء على ما آلت إليه معارض الكتاب من خلال النقد بشكل كوميدي، حيث استعرض المخرج تحويل هذه المهرجانات الثقافية إلى ساحة مطاعم ووجود كتاب مزيفين ليس لديهم موهبة الكتابة، إنما لديهم المال لطباعة كتاب فارغ من المعلومات المهمة والمفيدة للقراء، كما ركز حيدر على توجه جمهور معرض الكتاب لتناول الأطعمة واللعب مع أطفالهم في الأماكن المخصصة في المعرض، وفيها نقد واضح لحال معارض الكتاب مؤخراً والتي يقوم فيها الكتاب بإعطاء مشاهير سوشيال ميديا المال للتسويق لمطبوعاتهم.
وناقش المسلسل قضية الهاكرز وعمليات الابتزاز التي يقومون بها من أجل تهديد الضحايا بدفع الأموال، إضافة إلى حلقة طرحت موضوع الثقافة المالية الخاطئة.
وناقش العمل تعلق الشباب والفتيات بتطبيق سناب شات، وتصويرهم لكل تفاصيل حياتهم اليومية وهي تفاصيل لا تحمل أي فائدة.