رمضان أول
أكلات شعبية من خبيصة وبثيثة وخنفروش، وقصص وخراريف رمضانية، ومسحراتي يجوب الفريج، ومجالس السمر التي تمتد حتى السحور، كلها عادات تربى عليها أبناء الإمارات وذكريات رمضان أول المحفورة في ذاكرة الجدة بخيتة المري.
وحول استعدادات وتجهيزات شهر رمضان، قالت المري: «لم تتغير عاداتنا وطقوسنا الرمضانية التي اعتدنا عليها من عشرات السنوات، فيبدأ استعدادنا باستقبال الضيف الغالي قبل أسبوع من قدوم الشهر الفضيل بتحضير كافة مستلزمات وتجهيزات المجالس لاجتماع أفراد العائلة الكبيرة والجيران، حيث تقبل الأسر الإماراتية على شراء وتجهيز المير الرمضاني».
وذكرت أن أيام رمضان تتميز بالبركة، فنهاره يكون للصوم وقراءة القرآن ونساء يقمن بكل حب وسعادة بإعداد أشهى الأطباق الرمضانية الإماراتية والحلوى المميزة من العصيدة واللقيمات، والخبيصة والبثيثة والخنفروش والبلاليط، وغالباً ما يحرص الجميع أن تكون وجبات الإفطار بسيطة وخفيفة، وكسر الصيام بالتمر والحليب.
وأضافت المر أنه بمجرد انتهاء الجميع من صلاة التراويح في المسجد يلتف أفراد الأسرة حول أطباق الحلوى من الساقو والخبيص، ثم يجتمع رجال الحي في المليس (المجلس) الذي يستعد لاستقبال الضيوف في كل بيت إماراتي، ويتزاور أهل الفريج نساءً ورجالاً.
وأوضحت أن أمهات الحي يجتمعن يومياً لتفصيل ثياب العيد لها ولأهلها من الرجال والصغار، فإذا جاءت العشر الأواخر، يبدأن في مهمة أخرى وهي ترتيب وتنظيف البيت وإعداد مصنوعات الخوص من المهفات والسلال والمفارش وتجهيز الحلوى وأطعمة العيد.
وأشارت المر، إلى مشهد لا يخلو منه أي بيت إماراتي، حيث الجدة الكبيرة في العمر التي تجلس في ركن من أركان المنزل، ويلتف حولها صغار العائلة يصغين لها باهتمام وهي تطرب أسماعهم بخراريف رمضانية، وتسرد الحكايات التي تحثهم على الصيام والصلاة وفضل ليلة القدر، وذكرياتهم مع شخصية المسحراتي الذي يجوب أرجاء الفريج، حاملاً طبلته الصغيرة ويطرقها قبل موعد السحور ويستقبله الجميع كباراً وصغاراً بالترحاب والسعادة ويلتفون حوله ويمنحونه العطايا.
وذكرت بخيتة المري، أن الأطفال في مختلف الأزمنة يكون لهم النصيب الأكبر من الفرحة الرمضانية، فيقضون نهارهم بجانب أمهاتهم وهن يجهزن مائدة الإفطار وأطباق الحلوى الرمضانية التي يتم تبادلها بين الجيران، وليلهم أمام أبواب المنازل، يمرحون ويلهون بألعابهم البسيطة مثل الهول وعظيم لوّاح والكوك والليف.