استطاع النظام الرأسمالي فرض سياساته وأفكاره على أغلب دول العالم من خلال سياسة العصا والجزرة، لكن سقطت الجزرة تسعينات القرن الماضي، وأصبحت العصا هي الواقع والأمر المعاش، هذا النظام ومن خلال أذرعه الناعمة وهي: العولمة واقتصاد السوق، استطاع الوصول إلى الافراد قبل التغلغل في الدول، وفرض بعض القيم والمفاهيم التي تخدم سياساته وهي كثيرة، وخاصة في سوق العمل، فضرب أولاً مفهوم الحرفة واستخدم بدله مفهوم المهنة، حتى أضحى سوق العمل اليوم في غنى عن الحرفيين، ولكنه في المقابل أصبح بحاجة كبيرة إلى مهنيين بقليل من الخبرة البسيطة، يستطيعون إدارة الأمور.
وهذا ما يحتاج إليه اقتصاد السوق، منذ ابتكار الإنسان الآلي المبرمج على فعل محدود فقط، وكذلك سعيه إلى البعد عن التعقيد، بل أصبح التبسيط من أهم معالمه ومكوناته، لكن التبسيط تغلغل ووصل إلى أدنى الحدود بحيث يفقد الشيء جودته وقيمته، فهذا أخطر أنواع التبسيط العلمي والتخصصي، الذي ينزل المعرفة إلى أقل درجاتها، ليستطيع غير العارف أن يعرفها وإن كان الأجدر برفع غير العارف إلى درجه المعرفة.
وهنالك قصه يرويها التاريخ لنا، فعندما أراد أحد ملوك مصر القديمة تعلم الهندسة والرياضيات، طلب من إقليدس أن يعلمه ذلك من خلال دروس قصيرة ومبسطة، فكان رد إقليدس: (ليس هناك طريقة ملكية للهندسة والرياضيات يا سيدي)، وهذا ما نشاهده الآن في مجتمعاتنا، فالكثير يسعى للحصول على درجات الماجستير والدكتوراه ليس لخدمة واقع علمي، ولكن لخدمة واقع اجتماعي واقتصادي.
إن غياب الحرفية عن المشهد الاجتماعي والاقتصادي، واعتماد الوعي المعرفي على التبسيط التافه، والمُفرَغ من عمقه في جميع مواد المعرفة والتخصصات، وكذلك وصول الفرد إلى مراحل من الكسل الفكري والعقلي، أسقط المنطق السليم وسلبه التخصص المعرفي.
إن البحث عن مصدر آخر للمعلومة في زمن سهولة الحصول عليها، أوجد لنا في الواقع نماذج من الأشخاص والمحللين الذين نشاهدهم على مواقع التواصل الاجتماعي والقنوات التلفزيونية، من ذوي التفكير المحدود وعديمي المنطق، هم أولئك الاشخاص التافهون، الذين يتكلمون في أمور العامة والمجتمع، دون أدنى إلمام عميق بأصل المشكلات والقضايا التي تطفو على السطح من حين لآخر.
وهذا ما يحتاج إليه اقتصاد السوق، منذ ابتكار الإنسان الآلي المبرمج على فعل محدود فقط، وكذلك سعيه إلى البعد عن التعقيد، بل أصبح التبسيط من أهم معالمه ومكوناته، لكن التبسيط تغلغل ووصل إلى أدنى الحدود بحيث يفقد الشيء جودته وقيمته، فهذا أخطر أنواع التبسيط العلمي والتخصصي، الذي ينزل المعرفة إلى أقل درجاتها، ليستطيع غير العارف أن يعرفها وإن كان الأجدر برفع غير العارف إلى درجه المعرفة.
وهنالك قصه يرويها التاريخ لنا، فعندما أراد أحد ملوك مصر القديمة تعلم الهندسة والرياضيات، طلب من إقليدس أن يعلمه ذلك من خلال دروس قصيرة ومبسطة، فكان رد إقليدس: (ليس هناك طريقة ملكية للهندسة والرياضيات يا سيدي)، وهذا ما نشاهده الآن في مجتمعاتنا، فالكثير يسعى للحصول على درجات الماجستير والدكتوراه ليس لخدمة واقع علمي، ولكن لخدمة واقع اجتماعي واقتصادي.
إن البحث عن مصدر آخر للمعلومة في زمن سهولة الحصول عليها، أوجد لنا في الواقع نماذج من الأشخاص والمحللين الذين نشاهدهم على مواقع التواصل الاجتماعي والقنوات التلفزيونية، من ذوي التفكير المحدود وعديمي المنطق، هم أولئك الاشخاص التافهون، الذين يتكلمون في أمور العامة والمجتمع، دون أدنى إلمام عميق بأصل المشكلات والقضايا التي تطفو على السطح من حين لآخر.