انتقد عدد من الأطباء والمختصين والناشطين حول العالم الإجراءات والتدابير الوقائية، التي اتخذتها الحكومات والدول في مواجهة تفشي جائحة كورونا المستجد (كوفيد-19) في العالم، مبررين تلك الانتقادات بأن أزمة كورونا ليست أشد فتكاً من حوادث وأزمات سابقة عصفت بالعالم منذ قديم الزمن، وبعضها لا يزال يحدث، على حد وصفهم.
وأبرز تلك التصريحات كانت للإعلامي ومقدم البرامج الأمريكي الدكتور فيل ماكجرو، عندما قال: إنه ضد فكرة الحجر المنزلي للوقاية من فيروس كورونا، وتساءل فيل أثناء مداخلة تلفزيونية على قناة «فوكس» الإخبارية، الأسبوع المنصرم، «لماذا لم نغلق الدولة بسبب وفيات حوادث السيارات والتدخين والغرق في المسابح؟.
دكتور فيل تراجع عن تصريحاته التي أثارت الجدل خلال أقل من 48 ساعة بعد أن أصبحت متداولة وعقب تعرضه لانتقادات حادة، وقال: إنه «لربما استخدم أمثلة خاطئة»، وأكد أهمية الالتزام بالحجر الصحي الذاتي لمواجهة أزمة فيروس كورونا الذي طال أكثر من 2 مليون شخص بفترة قياسية.
ما تحدث به فيل، عبّر عنه بعض المختصين والناشطين سابقاً بطرق مختلفة، وتساءلوا بنفس الطريقة حول السبب وراء عدم التعامل مع حوادث وكوارث قد توازي بنتائج خسائرها على المدى البعيد ما أحدثه (كوفيد-19) منذ بدء تفشيه أواخر ديسمبر 2019.
التفسير العلمي لسلوك الإنسان يؤكد أن حوادث كالغرق، والضرر على إثر التدخين أو حوادث الطرق، تكون بالغالب وبنسبة تتجاوز 90%، هي حوادث ناجمة عن سلوكيات غير متوقعة، لم يتعمد الإنسان بها أن يكون عرضة للخطر، وهي نتيجة لفعل فردي قام به، كان بالإمكان تجنبه، وهذا ما أكدته الرابطة الإنسانية الأمريكية في بحث تبنته بعنوان «من هو الإنسان؟».
على عكس الإصابة بفيروس كورونا المستجد، الذي يكون بالغالب ناتجاً عن عدوى جراء مخالطة مصاب آخر، أو ملامسة أسطح أو أجسام حدث بها تفاعل مع حامل للفيروس، وذلك بحسب النشرات الإرشادية التي أعلنت عنها منظمة الصحة العالمية، وبالغالب لا يكون الإنسان متوقعاً أن يصاب أو ينتقل إليه المرض.
إضافة إلى أن عدداً من الأطباء والمختصين، أكدوا أن الإصابة بفيروس كورونا قد تظهر بعد أيام من الالتقاء بحامل للفيروس، ما يعني أن المصاب قد لا يملك أدنى معرفة عما إذا كان مصاباً أم لا.