فوجئ أحد الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال بإجابة أحد مشرفي السجون الإسرائيلية، حينما طلب منه توفير كمامات للأسرى لمواجهة فيروس كورونا، حيث أجابه بقوله: «استخدموا الجوارب».
كشفت الإجابة عن نية الاحتلال ترك الأسرى وحدهم يواجهون الفيروس القاتل الذي انتشر في أغلب بقاع العالم، من دون توفير أي وقاية لهم، وسط قلق كبير يساور ذويهم ومؤسسات حقوق الإنسان والمختصين، بحسب قدورة فارس، رئيس نادي الأسير الفلسطيني.
ويقبع في سجون الاحتلال 5 آلاف أسير فلسطيني، موزعين على قرابة 22 سجناً ومعتقلاً ومركز توقيف، من بينهم 180 طفلاً، و43 فتاة وسيدة، و430 معتقلاً إدارياً (بدون محاكمة). وهناك قرابة 700 أسير يعانون من أمراض مختلفة، وبحاجة إلى تدخل علاجي عاجل، بينهم من يعانون من أمراض خطيرة كالسرطان والقلب والفشل الكلوي.
ويضيف رئيس نادي الأسير الفلسطيني لـ«الرؤية»: «سجون الاحتلال كلها، حتى الآن، خالية من فيروس كورونا، ولكن هناك مجموعة كبيرة من السجانين الإسرائيليين الذين تواصلوا مع مصابين، وعددهم 120 سجاناً، هم الآن في العزل، إضافة إلى عزل سجن المسكوبية في القدس المحتلة، وذلك بعد اكتشاف سجانة واحدة مصابة بالمرض».
وأضاف: «أما وأن هناك حراساً مصابين وفي العزل، فهذا يثير قلقنا على حياة الأسرى في سجون الاحتلال، وما يقلقنا أكثر أنه لا يوجد مواد تنظيف كافية في السجون»، وتابع: «السجن مكان مغلق ولا يمكن للأسير التنقل فيه، ولا يمكن الهروب منه، ولذلك يعد أخطر من أي مكان آخر، وإمكانية نقل العدوى فيه تكون أسرع وأخطر».
وأوضح فارس أن الوضع في سجون الاحتلال استثنائي، مطالباً باتخاذ إجراءات استثنائية لمواجهة هذا الفيروس، مؤكداً على أن الاحتلال لم يتخذ أي إجراءات داخل السجون لحماية الأسرى من كورونا.
وقال: «نحن خاطبنا أكثر من جهة دولية، لتوفير كل عوامل الوقاية للأسرى من هذا الفيروس، وما زلنا ننتظر الردود منهم».
وحذر فارس من أن يكون وقف الاحتلال لزيارات الأسرى، يحمل طابعاً قمعياً أكثر من كونه وقائياً، لا سيما وأنه لم يرافق ذلك أي إجراءات أخرى، مثل: توفير كميات كبيرة من مواد النظافة، وتوزيع إرشادات على الأسرى لكيفية التصرف، واتخاذ إجراءات استثنائية لمواجهة هذا الفيروس.
والد الأسير باسل عريف (38 عاماً) من غزة، والمعتقل منذ 19 سنة في سجون الاحتلال، أكد أنهم في حالة خوف كبير على حياة أبنائهم في ظل انتشار هذا الفيروس، من دون توفير أدنى مقومات النظافة لهم في السجن.
وقال والد الأسير عريف لـ«الرؤية»: «لم يتم التواصل معنا من قبل أي جهة كانت، سواء حكومية أو الصليب الأحمر، من أجل طمأنتنا على حياة أبنائنا في سجون الاحتلال، في ظل ما نسمع من إصابة عدد كبير من السجانين الإسرائيليين».
ومن جهتها، أكدت عميدة أهالي الأسرى أم ضياء الفالوجي، على أن الأسرى في سجون الاحتلال، أكثر الفئات عرضة للإصابة، في حال وصول هذا الفيروس إليهم.
وقالت والدة الأسير الفالوجي (47 عاماً) وهو أقدم أسير من غزة، والمعتقل منذ 28 سنة في سجون الاحتلال لـ«الرؤية»: «منذ بدء الحديث عن انتشار المرض، قبل شهرين، ونحن في قلق وخوف كبيرين على أبنائنا، لعدم وجود النظافة الكافية لديهم، ونظراً لعيشهم في زنازين صغيرة جداً، تفتقر إلى أدنى مقومات الحياة الآدمية».
وقال عبدالناصر فروانة، الخبير في شؤون الأسرى لـ«الرؤية»: «خطر كورونا يداهم سجون الاحتلال الإسرائيلي، حيث يوجد مئات الأسرى المرضى وكبار السن، والاكتظاظ الموجود في الغرف، وغياب إجراءات الوقاية، وعدم توفر أدوات التنظيف ومواد التعقيم من قبل إدارة السجون».
وطالب فروانة، الصليب الأحمر بالتدخل والضغط على الاحتلال، من أجل السماح للأسرى الفلسطينيين بإجراء مكالمات هاتفية مع ذويهم، كي يطمئن كل طرف على الآخر، وذلك في ظل توقف الزيارات بسبب كورونا.