محمد البحراوي - دبي

أكد أطباء متخصصون في الأمراض التنفسية والصحة العامة والنفسية أن فيروس كورونا الجديد ليس له أعراض في كثير من الحالات، وأن الإنسان قد يصاب به ويشفى منه دون أن يعلم أنه كان مصاباً ودون تلقي علاج، بسبب عوامل كثيرة أهمها مدى قوة المناعة والفئة العمرية والارتباط بأمراض أخرى مزمنة.

وقال استشاري ورئيس قسم الأمراض الصدرية في مستشفى راشد، الدكتور بسام محبوب، إن طبيعة المرض أنه خفيف ويمر داخل الجسم ولا تظهر على المصاب الأعراض وقد لا تظهر إلا في خلال أسبوعين وفي بعض الحالات 4 أسابيع، وتكون الأعراض خفيفة في نحو 90% من المصابين، مثل نزلة البرد التي تظهر أعراضها بالعطاس والسعال.

وأضاف أنه غالباً ما يصاب الأشخاص بالفيروس ويشفون منه دون أعراض ودون ظهور للمرض، ما يعني أنهم أصيبوا وتم شفاؤهم تلقائياً دون علمهم وبلا علاج، لافتاً إلى أن التعرف على هذا الفيروس والتأكد من أن الشخص مصاب به صعب بدون تحاليل مخبرية، لأن أعراضه هي مثل أعراض نزلة البرد، ومن يشك في أنه مصاب بفيروس كورونا الجديد COVID 19، خصوصاً إذا سافر إلى منطقة موبوءة أو خالط مصابين، فعليه إجراء الفحص.

وقالت أخصائية طب الأسرة في هيئة الصحة بدبي، الدكتورة ندى الملا، إن فترة حضانة الفيروس، وهي الفترة الزمنية بين الإصابة وظهور الأعراض، 14 يوماً، وهذا يعني أن الإنسان قد يستمر من يوم إلى 14 يوماً دون ظهور أي أعراض عليه وهو حامل مصاب، وهذا ما يسبب العدوى لكثير من الأشخاص المخالطين له.

وأضافت أن مرحلة ظهور الأعراض هي المرحلة التي يتمكن فيها الفيروس من الجسم ويبدأ بالتكاثر داخله، وهنا تظهر أعراض مثل الاحتقان وارتفاع درجة الحرارة والصداع وغيرها، مشيرة إلى أن هناك الكثير من الأمراض التي يصاب بها الإنسان دون ظهور أعراض لها، إلا بعد مرور فترة من الحضانة.

أخبار ذات صلة

«اصنع في الإمارات» يسجل 32 اتفاقية وصفقات محتملة بـ 110 مليارات درهم
شرطة أبوظبي تطلق «صيف بأمان 3» لتعزيز الوقاية والسلامة

ونصحت باستخدام عينات الجهاز التنفسي السفلية مثل البلغم أو نضح الرغامى أو غسل القصبة الهوائية عند الإمكان، أما إذا لم يكن لدى المرضى علامات أو أعراض العدوى التنفسية السفلية، أو عينات الجهاز التنفسي السفلي غير ممكنة أو موضحة سريرياً، فيجب جمع عينات البلعوم الأنفي بالطريقة نفسها المتبعة في عينات فيروس الشرق الأوسط التنفسية (كورونا ميرس).

وقال استشاري الأمراض الصدرية، الدكتور شريف فايد، إن الأطباء حول العالم اكتشفوا كثيراً من الحالات مصابة بفيروس كورونا الجديد، دون أعراض، وفي الإمارات تم اكتشاف مثل هذه الحالات أيضاً، ومن هنا جاءت الضرورة لوضع جميع المشتبه بإصابتهم طبقاً لخطة سفرهم السابقة في الحجر، وكثير من الأمراض قد يصاب بها الإنسان دون أعراض، وهناك أيضاً ميكروبات يصاب بها الإنسان دون أن تسبب له أي إعياء أو أعراض، لأن ظهور الأعراض يتوقف على مدى قوة المناعة والفئة العمرية مثل الأطفال وكبار السن الذين يكونون أكثر عرضة للإصابة.

وأكد الاستشاري والمدير السابق لمستشفى الأمل للصحة النفسية بوزارة الصحة ووقاية المجتمع، الدكتور عادل كراني، إن الدراسات النفسية أثبتت أن الأمراض النفسية المزمنة والشديدة تقلل مناعة الإنسان، وهنا يكون أكثر عرضة للإصابة بالفيروسات والميكروبات، خصوصاً المرضى الذين يصابون بالقلق والضغط النفسي الشديدين.

وأشار إلى أن الأمراض النفسية المزمنة مثل الاكتئاب والقلق والتوتر والضغط النفسي يُصاب أصحابها تلقائياً، نتيجة عدم تناول الطعام بشكل مستمر وسليم، مما يسبب لهم نقص المناعة بشكل حاد، فيتعرضون للإصابات، رغم أن المناعة لا تنخفض بسهولة لدى الإنسان إلا أن التغيرات النفسية تؤثر عليها بشدة، مؤكداً ضرورة علاج المرضى نفسياً في أسرع وقت لأن حياتهم تنقلب إثر هذه الأمراض، وبالأخص الفئات العمرية الصغيرة والكبيرة.