أثناء زيارتي للسنغال، في يناير الماضي، تعرفت على الإرث الفكري للشيخ أحمد بامبا إمباكي، مؤسس الطريقة الصوفية المريدية في السنغال وغرب أفريقيا، فهو أحد الشخصيات البارزة في الإسلام الصوفي، عاش الشيخ بامبا في الفترة بين 1853 ـ 1927، وكان معروفاً بخادم الرسول، و«سيرين طوبي»، أي ولي طوبي، وطوبي ثاني أكبر مدينة في السنغال، التي أسسها، كما أنه كان مناضلاً ضد الاستعمار الفرنسي، وهو عالم دين ابن علماء دين (أبيه وجده)، كما نبت في بيت نبيل، على يد أم ورعة تقية، أحسنت تربيته وإخوته.
وبالرغم من أني وجدت رسائل دكتوراه حول مسيرة الشيخ بامبا في إحدى الجامعات السعودية، لكن هذا لم يشدني، بل إن ما شدني إليه هو تأسيسه لمجتمع صوفي مبني على التواضع، وحب رسول الله، والعمل من أجل رقي أتباع الطريقة المريدية علمياً وأخلاقياً، فهو لم يؤسس حزباً سياسياً ولاؤه للخارج، كالأحزاب الإسلامية الشيعية التي ولاؤها لإيران، أو الأحزاب السياسية السنية الإخوانية التي ولاؤها لتركيا، وهذا لا يعني أن أتباع الطريقة المريدية، بعيدون عن السياسية، إنما ينتمون لمختلف الأحزاب السياسية في الدولة، كل حسب ما يراه مناسباً لبرنامجه ومبادئه.
كما أنه كإمام للطريقة المريدية في السنغال، مختلف عن أئمة إيران الذين يعيثون فساداً بالدول العربية المسلمة القريبة منها، وحتى البعيدة عنها، فالعبث الإيراني وصل إلى السنغال نفسها، فلقد اكتشفت السلطات هناك دعم إيران للانفصاليين في الجنوب. وأخيراً لم يُربِّ الشيخ بامبا متطرفين، كحال الجماعات الإسلامية الإرهابية، التي نشأت علي يد أئمة متطرفين، بمساعدة جهات استخباراتية أجنبية، تريد خراب الأمة العربية وتدمير الدين الإسلامي.
وبالرغم من أني وجدت رسائل دكتوراه حول مسيرة الشيخ بامبا في إحدى الجامعات السعودية، لكن هذا لم يشدني، بل إن ما شدني إليه هو تأسيسه لمجتمع صوفي مبني على التواضع، وحب رسول الله، والعمل من أجل رقي أتباع الطريقة المريدية علمياً وأخلاقياً، فهو لم يؤسس حزباً سياسياً ولاؤه للخارج، كالأحزاب الإسلامية الشيعية التي ولاؤها لإيران، أو الأحزاب السياسية السنية الإخوانية التي ولاؤها لتركيا، وهذا لا يعني أن أتباع الطريقة المريدية، بعيدون عن السياسية، إنما ينتمون لمختلف الأحزاب السياسية في الدولة، كل حسب ما يراه مناسباً لبرنامجه ومبادئه.