زين العابدين البخاري

عرفته سلطنة عُمان رمزاً لوحدتها وازدهارها التنموي خلال العقود الخمسة الماضية، وشهدت له المنطقة والعالم بالحكمة والحنكة السياسية.

السلطان قابوس بن سعيد الذي أجاد ركوب الخيل، منذ أن وُضِع على ظهر حصان وهو في الرابعة من العمر، أظهر فور توليه مقاليد الحكم خلفاً لوالده سعيد بن تيمور في 23 يوليو 1970 قدرات سياسية كبيرة ورؤية تنموية ثاقبة انطلقت بعمان نحو آفاق التنمية والرقي الحضاري في مختلف المجالات.

يُعد قابوس المولود في عام 1940 بمدينة صلالة السلطان الثامن من سلالة الإمام أحمد بن سعيد المؤسس الأول لأسرة آل بوسعيد.

تلقى السلطان تعليمه الأولى في عمان، قبل أن يرسله والده في 1958 إلى إنجلترا حيث التحق لمدة عامين بمؤسسة تعليمية خاصة.

وفي عام 1960 التحق قابوس بالأكاديمية العسكرية الملكية البريطانية «ساند هيرست» كضابط مرشح، حيث أمضى فيهـا عامين درس خـلالهما العلوم العسكرية وتخرج برتبة ملازم ثان، ثم انضم إلى إحدى الكتائب البريطانية العاملة آنذاك في ألمانيا الغربية.

أخبار ذات صلة

عبدالفتاح البرهان: لا نقبل المساعدات المشروطة وعلاقتنا مع إسرائيل لم تنقطع
سقوط طائرة مقاتلة مصرية أثناء تنفيذ إحدى الأنشطة التدريبية

درس السلطان قابوس في بريطانيا كذلك نُظم الحكم المحلي وتلقى دورات تخصصية في الإدارة، كما تعمق بعد عودته إلى عمان في دراسات الدين الإسلامي والتاريخ.

حرص خلال فترة حكمه على انتهاج سياسة تنموية شاملة استطاعت إحداث نهضة كبرى في عمان على مختلف الصعد السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية.

داخلياً، شهدت البلاد ثورة في مجال البنية التحتية، كما عرفت اهتماماً خاصاً بالتعليم والتطور العلمي، وسجل الاقتصاد نمواً مطرداً خلال الـ50 عاماً الماضية.

تعززت كذلك التجربة السياسية في البلاد حيت وُطدت أركان المشاركة الشعبية، وحرص قابوس على التواصل المباشر مع المواطنين من خلال جولات سلطانية موسمية.

خارجياً، انتهجت عمان في علاقاتها الدولية نهجاً يقوم على دعم قيم السلام والتعايش والتسامح والحوار، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول، وفض النزاعات بالطرق السلمية، وفق القانون الدولي.

عُرف السلطان قابوس باهتمامه الواسع بالدين واللغة والأدب والتاريـخ والفلك وشؤون البيئة، وهو ما ظهر من خلال دعمه الشخصي للكثير من المشاريع الثقافية، محلياً وعربياً ودولياً، على غرار موسوعة السلطان قابوس للأسماء العربية، وبرامج تحفيظ القرآن الكريم في السلطنة ودول أخرى عدة، فضلاً عن جـائزة السلطان قابوس لصون البيئة التي تقدم كل عامين من خلال منظمة اليونسكو، ودعم مشروع دراسة طرق الحرير.