في إطار تداعيات مقتل قاسم سليماني، وأمام الخوف من السيناريو الأكثر فداحة وهو الحرب الشاملة، يبرز السؤال: مَن أوقع الآخر في الفخ؟ فما أفرزه استهداف قاسم سليماني، وضع طرفي المعادلة في معضلة، إذ إن واشنطن وطهران اليوم محشورتان في زاوية الفعل ورد الفعل، ولا أحد يعرف كيف سيخرج الطرفان من هذه الزاوية الضيقة.
مقتل سليماني وضع طهران في مواجهة جمهورها الخارجي والداخلي المطالب برد يوازي مقتل عراب الميليشيات والمندوب السامي الإيراني في 4 عواصم عربية، فإن احتكمت إيران إلى العقل وحسابات الربح والخسارة، فقدت هيبتها أمام ملايين المطالبين بالثأر ورد الاعتبار، وإن قامت برد عسكري واضح المعالم وبقوة كالتي استهدفت سليماني، وضعت نفسها في مواجهة العالم، والرد الأمريكي غير المعروف حجمه ومآلاته.
في المقابل، وضع استهداف سليماني واشنطن أمام الخوف من تهور إيراني عسكري يجبرها على التحرك، فيشتعل فتيل حرب لا تقف حدودها عند المنطقة، بل ستجر كل العالم إليها، دون أن يكون لأحد ترف خيار الحياد، لما للمنطقة من أهمية استراتيجية دولية خاصة فيما يتعلق بإمدادات الطاقة، إلى جانب حالة الاحتقان القريب من الانفجار في العديد من عواصم المنطقة.
هذا الوضع يثير التساؤل حول كيفية الخروج من الفخ الذي وقعت فيه واشنطن وطهران، بغض النظر عمن وضع الآخر فيه، ففي حال وقع السيناريو الأسوأ وأصبحت المواجهة واقعاً، فإن الرئيس الأمريكي أمام وضع قد يفقده القدرة على العودة إلى البيت الأبيض، وسيوسم بأنه من بدد كل ما أنجزته الاستراتيجية الأمريكية في المنطقة عبر عقود من الزمن، وفي المقابل فإن المرشد الإيراني علي خامنئي قد يكون هو من يُهدم على يديه النظام الإيراني برمته.
إن واشنطن تمارس اليوم استراتيجية الردع الأقصى عبر تهديدات الرئيس الأمريكي بأن إيران سيتم ضربها مباشرة بأعتى الأسلحة إذا ما تجاوزت الخطوط الحمراء، فيما تواصل طهران تهديداتها ووعيدها بالرد والثأر لمقتل سليماني، الأمر الذي قد يطرح خيار التنازلات المتبادلة ليخرج الطرفان من الفخ الذي وقعا فيه.
واشنطن اليوم ليست بأفضل حال من طهران، والجانبان أمام استحقاقات قد تكون تاريخية، فكلاهما غارق في وضع صعب للغاية، وهذا ما ينسحب على كل الدول المعنية بالصراع الإيراني - الأمريكي، فهل نشهد أكبر صفقة تخرج الجميع من دائرة الحرب، أم نشهد إعادة لرسم واقع المنطقة عبر حرب شاملة لا تستثني أحداً؟.. الأيام المقبلة وحدها كفيلة بالإجابة، وحبلى بالمفاجآت.
مقتل سليماني وضع طهران في مواجهة جمهورها الخارجي والداخلي المطالب برد يوازي مقتل عراب الميليشيات والمندوب السامي الإيراني في 4 عواصم عربية، فإن احتكمت إيران إلى العقل وحسابات الربح والخسارة، فقدت هيبتها أمام ملايين المطالبين بالثأر ورد الاعتبار، وإن قامت برد عسكري واضح المعالم وبقوة كالتي استهدفت سليماني، وضعت نفسها في مواجهة العالم، والرد الأمريكي غير المعروف حجمه ومآلاته.
في المقابل، وضع استهداف سليماني واشنطن أمام الخوف من تهور إيراني عسكري يجبرها على التحرك، فيشتعل فتيل حرب لا تقف حدودها عند المنطقة، بل ستجر كل العالم إليها، دون أن يكون لأحد ترف خيار الحياد، لما للمنطقة من أهمية استراتيجية دولية خاصة فيما يتعلق بإمدادات الطاقة، إلى جانب حالة الاحتقان القريب من الانفجار في العديد من عواصم المنطقة.
إن واشنطن تمارس اليوم استراتيجية الردع الأقصى عبر تهديدات الرئيس الأمريكي بأن إيران سيتم ضربها مباشرة بأعتى الأسلحة إذا ما تجاوزت الخطوط الحمراء، فيما تواصل طهران تهديداتها ووعيدها بالرد والثأر لمقتل سليماني، الأمر الذي قد يطرح خيار التنازلات المتبادلة ليخرج الطرفان من الفخ الذي وقعا فيه.
واشنطن اليوم ليست بأفضل حال من طهران، والجانبان أمام استحقاقات قد تكون تاريخية، فكلاهما غارق في وضع صعب للغاية، وهذا ما ينسحب على كل الدول المعنية بالصراع الإيراني - الأمريكي، فهل نشهد أكبر صفقة تخرج الجميع من دائرة الحرب، أم نشهد إعادة لرسم واقع المنطقة عبر حرب شاملة لا تستثني أحداً؟.. الأيام المقبلة وحدها كفيلة بالإجابة، وحبلى بالمفاجآت.