بقلم: عبد الغني الشامي صحافي ــ فلسطين

حددت يوم الاثنين 23 ديسمبر الماضي موعدا مع عميدة أهالي الأسرى في قطاع غزة الحاجة «أم إبراهيم» بارود كي تشارك في تقرير عن أطول اعتصام في التاريخ، وهو اعتصام أهالي الأسرى في مقر الصليب الأحمر بغزة والمنعقد منذ ربع قرن من الزمن.

صباح ذلك اليوم تعرضت بشكل مفاجئ لوعكة صحية أدخلتني المستشفى بشكل طارئ، وخلال وجودي فيه، لم أكن أفكر إلا في موعدي مع «أم إبراهيم» وكيف لا اخلفه.. وتحاملت على نفسي وطلبت إذن من الأطباء لكي أخرج من المشفى لمدة ساعة كي أقوم بإجراء هذا الحوار، وبالفعل وافق الأطباء، وذهبت إليها وأجريت الحوار معها، «وعدت إلى المشفى دون أن يعرف أحد عن هذا الأمر حتى»أم إبراهيم«نفسها.

بعد العودة إلى المشفى جلست مع نفسي لبرهة، وفكرت بما فعلته وجاءني هاتف من داخلي: من سيكتب عنك لإبراز هذا الفعل الذي قمت به كي لا تخلف موعدك مع»أم إبراهيم".

بقيت أفكر في هذا الأمر بعمق كبير، لكن سرعان ما راجعت نفسي وقلت: ما الذي قمت به أمام التضحيات التي قدمها زملائي الصحفيين سواء الشهداء أو الجرحى أو المعتقلين؟... إنهم جنود مجهولون قدموا 43 شهيدا على مدار التاريخ، ومئات الجرحى والمعتقلين، بينهم 60 جريحا سقطوا في يوم واحد يوم هبة النفق في 25 سبتمبرعام 1996، وهو اليوم الذي اقره اتحاد الصحفيين الدوليين ليكون يوم التضامن مع الصحفي الفلسطيني، كما كانوا دائما في مقدمة الصفوف في الحروب الثلاثة التي تعرض لها قطاع غزة، وخلال التوغلات والاجتياحات، وأيضا على خط النار في مسيرات العودة وكسر الحصار شرقي قطاع غزة.


أخبار ذات صلة

فلتتوقف الحكومات عن خفض أسعار البنزين!
الدور الرئيسي لإزالة الكربون واللامركزية والرقمنة في تحول قطاع الطاقة