بقلم: أحمد الباز باحث في العلاقات الدولية ــ مصر

من المؤكد أن التدخل التركي في ليبيا سيسهم في بث الروح بجسد التنظيمات المتطرفة، فتركيا لا يوجد لديها مشكلة مع تلك الجماعات، ويتأكد ذلك من أربعة مؤشرات رئيسة، وهي: أولا: أن تركيا ارتضت أن تكون ممرا آمناً مفتوحاً لمُحدثي الإرهاب حول العالم، فالطريق إلى الاستشهاد ـ في نظرهم ـ بات يمر عبر مطار اسطنبول، وبالتالي يمكن لتركيا أن تظل تمارس دورها في الحالة الليبية، بأنها نقطة وثوب للجماعات الإرهابية لِما بعد الحدود التركية، أي إلى ليبيا، وستتحمل تركيا تكاليف الشحن والتفريغ.

ثانيا: تركيا كان لها موقف مائع من التنظيمات الإرهابية، هذا الموقف مرر شعوراً بالقوة لدى هذه التنظيمات بأن أنقرة تقف وستقف إلى صفها، وبالتالي سيكون هذا هو نمط العلاقة بين الطرفين في ليبيا، ما سينتج عنه إعادة توليد التطرف برعاية دولة لها قوتها بالإقليم، ما سيشكل حماية منقطعة النظير.

ثالثا أن الرئيس التركي لديه رابطة نفسيه وشخصية مع الإسلام السياسي، وبالتالي أي مخرجات سياسية أو عسكرية للتدخل التركي في ليبيا ستتماهى بكل تأكيد مع الإسلام السياسي، ورديفه هذا التيار من المتطرفين.

رابعا: أن المبرر الذي يتم تداوله بأن الأهداف التركية من التدخل في ليبيا الغرض منها جلب دول المنطقة والتحالفات المضادة لتركيا إلى الطاولة يظل مبرراً هشاً أمام نمط التحركات التركية وحصاد السياسة التركية طوال العقد الفائت، التي لطالما راهنت على حصان مُصاب بجنون البقر، كُلما تماثل للشفاء والهدوء النسبي قامت بإعادة حقنه وإعادته للحياه، ليفجر قنبلة في اسطنبول وفي القاهرة وفي باريس على حد السواء.


أخبار ذات صلة

فلتتوقف الحكومات عن خفض أسعار البنزين!
الدور الرئيسي لإزالة الكربون واللامركزية والرقمنة في تحول قطاع الطاقة