عبدالرحمن الكلّاوي

كم هو رائعٌ أن تجني ثمار شغفك من هواية كان غرضك منها التسلية واستهلاك وقتك في رحلات خطوط قطار الـ"سبواي" الأمريكية حتى تصل لوجهتك لا أكثر.

هذا ما فعله رسّامٌ مشهور حالياً بـ Subway Doodle (رسام قطارات السبواي)، الذي حمّل تطبيقاً على هاتف الـiPhone خاصته قبل 9 أعوام كي يلهو به أثناء استقلاله القطار بين بروكلين ومانهاتن في مدينة نيويورك، ليتحول "Subway Doodle إلى علامة تجارية تستعين بها مجموعات عالمية مثل Bloomingdales في حملات إعلانية، فيما وصل فنه إلى الشرق الأوسط ليزيّن شوارع إمارة دبي بـ"وحوشه" ثلاثيّة الأبعاد التي نالت إعجاب الملايين لما تحمله من معنى.

إذاً، كيف وصل هذا الشاب لما هو عليه الآن؟ ومن هم هؤلاء الوحوش والفضائيون؟ "الرؤية" تواصلت مع Subway Doodle لمعرفة الإجابة.



البداية

الفن أداة معبّرة، يأخذنا من يتقن استخدامها في رحلةٍ نرى العالم فيها بعينيه، يتحدث فنه لنا بلغةٍ يستوعبها كلٌ منّا بطريقته الخاصة، قد تطلب أحياناً تمعنّاً لا يتمتع به معظمنا، وهنا تأتي أعمال Subway Doodle، التي استوعبها مرتادو سوشيال ميديا، لبساطتها ومحاكاتها لمشاعر نتشاطرها طيلة اليوم بين التعب والإرهاق والملل.

يقول Subway Doodle: "أعجب كثيراً بمن يفسّرون معاني لم أكن أقصدها، فالفن تجربة ذاتية."

أخبار ذات صلة

تدريس إدارة الأموال لتلاميذ الابتدائية في بريطانيا
النحت بقش الأرز.. مهرجان سنوي للفنون من مخلفات الزراعة باليابان

عندما فشل هاتفه في إشباع شهيّته الفنّية طوال الـ45 دقيقة التي كان يستقل خلالها قطار السبواي بين مانهاتن وبروكلن، اشترى Subway Doodle جهاز "آي باد" مزوداً بقلم كي يحسّن من جودة تصاميمه، إلى أن خطرت على باله فكرةٌ كانت سبباً في ولادة Subway Doodle، حيث قال لـ"الرؤية": "في يومٍ من الأيام، قررت التقاط صورة بجهاز الـiPad خاصتي داخل القطار وبدأت بالرسم على الصورة، واستمتعت كثيراً بالنتيجة، وهو ما دفعني لتكرار الأمر مرّةً تلو الأخرى، ولم يكترث أحد لأعمالي التي كنت أنشرها يومياً لسنوات على إنستغرام، وهو ما لم يزعجني، فالفن شيء أقوم به بغرض المتعة ولم أتعمد أو أتوقع أن تصل لما عليه الآن."





اختلاط الخيال بالواقع

تعتمد رسومات Subway Doodle على شخصيات غريبة الشكل، تبدو كالفضائيين، يرسمها بجانب مرتادي قطار نيويورك بطريقة تبدو وكأنهم يتفاعلون معهم، إلا أنه لا يراهم فضائيين، حيث قال لـ"الرؤية": "هم ليسوا فضائيين، هم مخلوقات، قد أصفهم حتى بالوحوش، لكن لهذه الكلمة إيحاءات سلبية. هم يمثلون هوية سكان نيويورك، هكذا أراهم، في بعض الأحيان يكونون امتدادات لي شخصياً، وفي تاراتٍ أخر، قد لا يعنون شيئاً البتة."

ثمار العمل الشاق

ومع الوقت نجح "سبواي دوودل" في استقطاب اهتمام مواقع التواصل الاجتماعي بلوحاته الفنية التي جمعت كائناته بأرض الواقع التي إما أن تنصهر من شدة الحرارة، أو تراقب مرتادي القطار، أو تحاول شحن بطاقة القطار والكثير من المشاهد الطريفة.

اجتذبت نجاحات سبواي دوودل، الكثير من الفرص الإعلانية، مع علامات تجارية مرموقة أمثال, Hyundai Cards, TBS Audible وحفل The American Music Awards، وإضافة لرسومات الحائط الخاصة به، والتي ملأت شوارع نيويورك ومبانيها، حتى إنها وصلت إلى نوافذ متاجر Bloomingdales الشهيرة بمانهاتن، كما وصلت إلى شارع القوز وتقاطع شارع أم سقيم بشارع الخيل الأول في إمارة دبي.

زيارة دبي وأبوظبي

وعن زيارته لإمارة دبي، قال سبواي دوودل: "دبي مدينة جميلة، معمارها مذهل، لم أر له مثيلاً من قبل، وقد شاهدنا برج خليفة في دبي، ومسجد الشيخ زايد في أبوظبي، وهو أحد أجمل الأماكن التي زرتها في حياتي، وكذلك قصر الإمارات في مدينة أبوظبي. أينما ذهبت في دبي أو أبوظبي، استقبلني الناس هناك بكرمهم وكانوا مضيافين."



الخطوة القادمة

وعن خطواته ومشاريعه القادمة، فإن سبواي دوودل، الذي يرتدي فعلياً قناعاً ويطلي جسده ليشبه أشكال رسوماته، يعمل على أكثر من اتجاه وعن ذلك يقول: " أعمل على عدة مشاريع تشمل قصة أطفال (كوميكس) وكذلك برنامج كرتون لـ Comedy Central، إضافة إلى تصميم رسمة حائط (غرافيتي) كبيرة سأرسمها على بناية كبيرة في مدينة نيويورك.