الرؤية - دبي

طالبت مجلة "فوربس" أوروبا باتخاذ موقف مشترك موحد من الأزمة الليبية لمنع تركيا من بسط نفوذها على البلد المبتلى بالحرب، وذلك مع اقتراب انعقاد مؤتمر برلين الذي تسعى من خلاله الحكومة الألمانية إلى جلب كل أطراف الصراع الليبي على طاولة المفاوضات لإيجاد حلول للأزمة المتصاعدة.



وقالت المجلة الأمريكية في تقرير نشرته، الثلاثاء، إن الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، أعلن استعداد بلاده لإرسال قوات إلى ليبيا، وهي خطوة من المتوقع أن يصادق عليها البرلمان التركي في جلسته الطارئة غداً.



وأشارت "فوربس" إلى مساندة تركيا لحكومة فايز السراج، معتبرة نفسها لاعباً إقليمياً بمنطقة الشرق الأوسط، وأن الموقف الأوروبي المنقسم حول الأزمة في ليبيا، هو الذي سمح لتركيا بالتدخل هناك.



ويأتي القرار بعد أن وقع أردوغان والسراج اتفاقية حدود بحرية وعسكرية في نوفمبر، ما أدى إلى إغضاب اليونان وقبرص العضوين في الاتحاد الأوروبي ودول إقليمية أخرى مثل مصر لأن التنقيب عن النفط والحفر سيكون محكوماً بموجب الاتفاقية.



وتعاني الدولة الواقعة في شمال أفريقيا من الفوضى منذ الإطاحة بزعيمها معمر القذافي في عام 2011 في انتفاضة مدعومة من حلف شمال الأطلسي (ناتو). ومنذ ذلك الحين، ينحصر الصراع بين حكومة السراج التي تسيطر على العاصمة طرابلس والجيش الوطني الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر في شرق البلاد، الذي يحاول استعادة زمام الأمور في الدولة وتطهيرها من الميليشيات المسلحة والإرهابية.

أخبار ذات صلة

عبدالفتاح البرهان: لا نقبل المساعدات المشروطة وعلاقتنا مع إسرائيل لم تنقطع
سقوط طائرة مقاتلة مصرية أثناء تنفيذ إحدى الأنشطة التدريبية



وتعتبر خطوة أنقرة الأخيرة بمثابة تحدٍّ من جانب أنقرة لأوروبا لأن الصفقة البحرية تحد من التنقيب عن الغاز والنفط قبالة ساحل قبرص في شرق البحر المتوسط.



ومنذ فترة، دخلت اليونان وقبرص في نزاعات إقليمية مع تركيا، وتقولان إن الاتفاقية البحرية لا أساس لها وتنتهك قانون الاتحاد الأوروبي. وهو الموقف الذي أيده الاتحاد في بيان صدر في قمة 12 ديسمبر مؤكداً "بشكل لا لبس فيه" موقف اليونان وقبرص.

ومن المقرر أن يجتمع قادة العالم في برلين في منتصف يناير في محاولة لإيجاد حل سياسي لإنهاء الصراع في ليبيا - لكن من غير المرجح أن ينهي المؤتمر القتال.



ومع دعم روسيا المشير حفتر، ووقوف تركيا إلى جانب الميليشيات المسلحة، يشار إلى أن هناك تفاهماً على عدم الاشتباك في ليبيا، وأن هناك أساساً لاتفاق بين البلدين يجري العمل عليه، وفقاً لـ"فوربس"، التي أشارت إلى أن أي اتفاق بين تركيا وروسيا من شأنه أن يدفع الاتحاد الأوروبي إلى خارج اللعبة، كما حذر رئيس الوزراء الإيطالي جوزيبي كونتي في 12 ديسمبر.

وقالت المجلة إن إيطاليا تدعم السراج وفرنسا وغيرها من الدول تدعم حفتر، ولكن في حال الاتفاق بين الدول الأوروبية على موقف موحد سيساعد ذلك على تحجيم دور القوى الأخرى ويسهم في إقناع الولايات المتحدة في حسم موقفها. ومؤخراً أعلنت إيطاليا معارضتها لإرسال تركيا جنوداً إلى ليبيا وهو ما ينبئ بتحول في المواقف قد يظهر مع مؤتمر برلين.



وحذرت "فوربس" من أن تراجع بروكسل واتخاذها موقف المتفرج في الصراع، يخاطر بفقدان الاتحاد الأوروبي نفوذه في ليبيا وكذلك على سواحل البحر المتوسط.