بقلم: حسين الربيعي كاتب ـ العراق

تعريض الأطفال للفن في سن مبكرة مهم من أجل نموهم، أو هذا على الأقل ما يدعيه البروفيسور الهولندي«أيريك شخاردر»، إذ يعتقد أن نظر الأطفال الصغار والرضع إلى الفن والرسوم والمسرحيات ولوحات الرقص، يساعدهم على مد الروابط بين مختلف أجزاء المخ، حتى وإن كانوا لا يعون تماما ما يحدث أمامهم، وأن هذا الربط هو ما يقوم به الإنسان منذ ولادته إلى آخر حياته، وهو تدريب مستمر لا يجب أن يتوقف، وتوقفه يعني دخول الدماغ في مرحلة خطرة.

ويرى صاحب النظرية الشهيرة التي يروج لها منذ فترة على وسائل الإعلام وفي الندوات، أن مخ الطفل يحتاج إلى محفزات خارجية لتحريكه وتنشيطه، وأن الفن خير من يفعل ذلك نظرا لطابعه الإبداعي.

وأجرى البروفيسور«شخاردر» اختبارات على مجموعة من الأشخاص تبين له من خلالها أن الفن أقدر من جميع المحفزات الأخرى على تحريك الدماغ وتنشيطه، متفوقا في ذلك على الرياضة والأنشطة الفكرية والذهنية الأخرى، والسبب في ذلك يرجع إلى طابع الفن الشمولي واحتوائه على مجموعة عناصر أساسية متداخلة وهي: الهدوء، التركيز، الأفكار، النزعة الاجتماعية والفردية على حد سواء، التي تلتقي جميعها مع العامل النفسي.

ويعتقد البروفيسور أن الخمسة وعشرين عاما الأولى من حياة كل إنسان هي الفترة التي يتكون فيها الدماغ وتتشابك روابطه، وهي لذلك مهمة من أجل إيجاد العلاقات الأساسية التي من شأنها أن تضمن حياة غنية ومبدعة، وبينت بحوث أجراها على أطفال رضع أثناء نظرهم إلى لوحات تشكيلية أنهم يشعرون بـ"استفزاز” حسي من جراء اللوحات، الأمر الذي يجعل أدمغتهم تنشط بسرعة، وبالأخص الجزء المتعلق بالخيال.


أخبار ذات صلة

فلتتوقف الحكومات عن خفض أسعار البنزين!
الدور الرئيسي لإزالة الكربون واللامركزية والرقمنة في تحول قطاع الطاقة