في عام 2012 أجرت اليابان استفتاء كشفت على إثره أن «أخلاقيات العمل العالية» أثرت تأثيراً كبيراً وعميقاً على الجوانب الصحية والاجتماعية وحتى الإنتاجية لموظفيها المواطنين، ولعل هذا هو السبب الذي جعل السلطات اليابانية، في ظل ثقافة الإدمان على العمل السائدة لديهم، إلى إعلانها فبراير الماضي أنها تدرس مشروع قانون يضمن أن يستخدم الموظفون اليابانيون إجازاتهم السنوية للاستمتاع بالراحة التي يحتاجونها بعيداً عن ضغط العمل والتوتر والإرهاق، خصوصاً أن الموظف الياباني يحرص على عدم أخذ إجازته السنوية.للأسف إدمان العمل لدى الياباني له سلبيات رغم إيجابياته الكبيرة، فهو يرهق صاحبه الذي يعمل نحو ما يزيد على 49 ساعة في الأسبوع، وإذا اضطره الأمر قد تبلغ معدل إجازات الموظف الياباني 9 أيام فقط في السنة، والغريب أنه حتى إجازاتهم المرضية تخصم من الإجازات السنوية، مما يضطر الموظف الياباني للحضور إلى العمل، حتى وإن تعرض لوعكة صحية خوفاً من الخصم في الإجازة السنوية، ويحسب أنه موظف كسول.اليابان اليوم ومن خلال ما تسعى له من قانون، ستعمل على تعزيز مبدأ الدوام المرن، كما أنها تطالب موظفيها بقضاء مزيد من الوقت مع الأهل والأبناء، كفرصة للترويح عن النفس وراحة وصفاء البال، بعيداً عن ضغوطات العمل ومشاكله.في التاريخ .. اليوم 29 أبريل الجاري، فرصة مهمة للشعب الياباني الذي يحتفل اليوم بالأسبوع الذهبي، وهو يمثل لهم عطلة متصلة طويلة تعد من أطول العطلات في اليابان، كما أنها تعتبر من أكثر فترات السنة شهرة لما فيها من عطلات وطنية متعددة ومهرجانات وعروض يستمتع بها اليابانيون والمقيمون.ما يثير التساؤل، ماذا سيفعل الموظف الياباني المدمن على العمل مع هذا الأسبوع الذهبي الذي يعيش فيه إجازة تبدأ اليوم وتنتهي في 5 مايو من الشهر المقبل، ما يعني أنه بدل أن يستمتع هذا الموظف، سيعيش حالة اختناق ورغبة للإنجاز والعطاء، المسألة التي تخالف ما تسعى له الحكومة اليابانية بإجازة أسبوع كامل بهذه الأيام.سبحان الله، من كان يصدق أن يأتي يوم ويطالب الياباني فيه بالاستمتاع بإجازته والتخفيف من الضرر النفسي والصحي الناتج عن كفاحه وإصراره على التميز والنجاح، ما يعني حقيقة المقولة: «كل شيء زاد عن حده انقلب إلى ضده».a.halyan@alroeya.com