د.عبد الله الجسمي

الخروج إلى الشارع أصبح مشهداً متكرراً في العراق، وفي كل مرة تزداد حدة المواجهة وتتجذر المطالب، ولعل المواجهة الأخيرة وعدد الضحايا الذي وقع يعطي دلالات هامة على أن الأوضاع لن تستمر بشكلها الحالي، إلا في تراجع تدخل الأطراف الخارجية وممثليها داخلياً، المسؤولون عن الخراب الذي يجري في البلاد.
وهذا يطرح عدة أسئلة منها: هل من الممكن أن تتخلى إيران عن مشروعها في العراق وترفع يدها عنه وتتوقف عن دعم ممثليها من أحزاب تنفذ أجندتها؟، وهل هناك إرادة حقيقة لبناء دولة المؤسسات تدار وفق آليات ديمقراطية فعلية يطبق فيها القانون على الجميع؟، وهل هناك نوايا صادقة لمواجهة الفساد المنتشر وتحجيمه بشكل كبير؟، وهل أحزاب الإسلام السياسي قادرة على بناء دولة القانون وتلغي الطائفية التي تقتات عليها ونظام المحاصصة؟، وهل من الممكن في ظل منظومة عصابات الفساد تحقيق تنمية فعلية وخلق وظائف وبناء اقتصاد منتج؟، وهل توجد أحزاب سياسية مدنية قادرة على قيادة العملية السياسية تعي ما يكون عليه واقع مجتمع يعيش في القرن ال21 في ظل تقدم علمي وتكنولوجي؟.. وغيرها من تساؤلات أخرى عديدة.
هناك درسان مهمان لما جرى في العراق مؤخراً، الأول: تجذر فكرة المواجهة والخروج إلى الشارع والاستعداد للتضحية بالأرواح، والثاني: سقوط المشروع الطائفي على المستوى الشعبي الرامي لتفتيت العراق وحكم المرجعيات.. وستبقى المواجهات مستمرة إلى ساعة الحسم!.

أخبار ذات صلة

جمود أم انكماش كلي؟.. العالم يدفع ثمن الركود القصير أثناء الجائحة
هل أخطأ جيروم باول؟