عز الدين الكلاوي

أفكار

تحدثت سابقاً عن التقنيات الرقمية وآليات الذكاء الاصطناعي لتحليل أداء اللاعبين ومباريات كرة القدم، ورغم إشادتي بالمؤشر الجديد لشركة سايسبورت الهولندية وتفوقه على أبل وغوغل وميكروسوفت، إلا أنه لم يكن صاحب ريادة، بل سبقته تطبيقات ومنصات رقمية تقوم بالمهمة، وتعتمد على التصوير الدقيق بكاميرات الفيديو لتحركات اللاعبين بالكرة من جري وتمريرات بأنواعها وتسديدات وأهداف وغيرها، ثم تترجمها إلى أرقام لترصد مستوى كل مهارة عند اللاعبين، وبذلك تساعد على التوصل إلى أفضل اللاعبين في الفريق أو المباراة.

هذا الرصد لا يصلح لأن يكون معياراً وحيداً لاختيار أفضل لاعب في المباراة أو في العالم، وخاصة عندما يكون الرصد في المؤشر الجديد لـ1600 حركة، لأن هناك بعض اللاعبين تحركاتهم أقل غير أنهم يؤثرون في تسجيل الأهداف أو تمريرها أو صنع اللعب، لكن كل التقنيات الرقمية تجمع على أن ميسي هو اللاعب الوحيد في العالم الذي يتفوق في عدد ومستوى التحركات ونوعيتها وتأثيرها الإيجابي بالتهديف أو صنع اللعب، ومع ذلك فاللاعب يحتاج إلى إنجازات وتتويجات وإحصائيات فردية متفوقة في الأهداف و«الأسست»، ويحتاج إلى شخصية وحضور يأسران المصوتين، سواء من لاعبين أو مدربين أو صحافيين؛ لكنه يفوز بلقب الأفضل وهذا من أهم أسرار تفوق ميسي في العقد الماضي.

أعيب على تقنية سايسبورت تعقيد متابعة 1600 تحرك لكل لاعب والتفاصيل بالغة الدقة التي تحتاج إلى فريق عمل تقني كبير لتحليل النتائج، وقبله فريق عمل في التصوير والتقنيات لرصد كل مباراة، وبالتالي تصبح تكلفة استعانة الأندية والمنتخبات بهذا المؤشر باهظة جداً، ولن يتمكن من الاستحواذ عليها سوى أغنى الأندية في العالم.

أخبار ذات صلة

اقتصاد الطبيعة والفرد
الصمت غير مبرر

ولا تزال هذه التقنيات والمنصات القادمة من أوروبا والصين تحتال على أنديتنا بمبالغ ضخمة ولا تجهز الفريق الفني لكل ناد للتعامل بدقة مع المنتج النهائي للتحليل، في حين أن لدينا منتجاً عربياً ابتكره فريق من المهندسين المصريين هو منصة «كورة ستاتس» التي تقوم بأداء الوظيفة نفسها بأسعار زهيدة، لأنها تعتمد على الاستعانة بالبث التلفزيوني، والأهم أنهم ينظمون دورات تدريبية دقيقة لإعداد محلل المباريات لكل ناد، وهذا موضوع مقالي المقبل.ميسي هو الوحيد الذي يتفوق في عدد ومستوى التحركات ونوعيتها وتأثيرها الإيجابي