يقدم الباحث المغربي سعيد ناشيد من خلال آخر كتبه المتأملة فلسفياً، والذي حمل عنوان: «الطمأنينة الفلسفية»، فكرة مثيرة للاهتمام في ظل الفوضى الحضارية، إن جازت لنا التسمية، والتي شهدها العالم اليوم، فهو من خلال هذا الكتاب يحاول أن يعيد فكرة الفلسفة اليوم إلى مكانها الحضاري الأول الذي بدأت منه أسئلة الإنسان الكبرى وسعيه للفهم والتأقلم مع كل ما يحيط به بدءاً من الداخل، من داخله الفوضوي الذي لم ولن يكف عن التساؤل والبحث المستمرين.
يذهب «ناشيد» في تأمله بقوله إننا الآن في عصور التفككات الكبرى واختلال المفاهيم، ما سماه هنا «عصر ما بعد الأديان» و«عصر ما بعد الأيدولوجيا»، حيث تشهد هذه المرحلة تنامي الحركات المتطرفة على جميع الصعد للوصول إلى ذلك الاستقرار الحضاري المنشود، وهو الأمر غير الممكن بالطبع، نظراً لما يتضمنه من تحيز لأطراف ضد أخرى وطبقات تعلو طبقات أخرى يعتقد بعضها أنه المخلّص الوحيد للبشرية من عماها الديني أو الأيديولوجي، ويلخص «ناشيد» بعض الأمثلة المتنوعة من خلال ذلك، مشيراً لأهمية أن تتداخل الفلسفة مع كل تفاصيل الحياة، مع الآداب والفنون والعلوم وألا تنفصل عنها لصالح جزئية دون الأخرى.
الإنسان الحقيقي هو الفكرة قبل كل شيء آخر، هو الذهن الحاضر المتقد، الذي لا يجعل أياً من الحدود تعوقه عن الوصول لداخله المضطرب ومحاولة معالجة ما يمور فيه من اختلاجات، وليس كالفلسفة اليوم سبيلاً إلى ذلك بحسب وجهة نظر «ناشيد»، لأن الإنسان صاحب الفكرة والسؤال، هو الذي سيطرح سؤال الوعي الفردي الذي سيشتبك مع محيطه شيئاً فشيئاً بشكل خلاق ليبني مجتمع الفكرة الذي بدوره يستكمل المسير الحضاري الذي تعطل ذهنياً بسبب عطب الأفكار التي كانت تعوق الحدود الفلسفية أو تقصيها أو تجعلها على طرف نقيض من التطور التكنولوجي الحالي.
يذهب «ناشيد» في تأمله بقوله إننا الآن في عصور التفككات الكبرى واختلال المفاهيم، ما سماه هنا «عصر ما بعد الأديان» و«عصر ما بعد الأيدولوجيا»، حيث تشهد هذه المرحلة تنامي الحركات المتطرفة على جميع الصعد للوصول إلى ذلك الاستقرار الحضاري المنشود، وهو الأمر غير الممكن بالطبع، نظراً لما يتضمنه من تحيز لأطراف ضد أخرى وطبقات تعلو طبقات أخرى يعتقد بعضها أنه المخلّص الوحيد للبشرية من عماها الديني أو الأيديولوجي، ويلخص «ناشيد» بعض الأمثلة المتنوعة من خلال ذلك، مشيراً لأهمية أن تتداخل الفلسفة مع كل تفاصيل الحياة، مع الآداب والفنون والعلوم وألا تنفصل عنها لصالح جزئية دون الأخرى.