خلود الفلاح

تعد خديجة عبدالقادر (1938 ـ 2009) من الرائدات في مجال التعليم في ليبيا، وفي عام 1957 أوفدت للدراسة في مصر، وهي أول فتاة ليبية توفد في بعثة دراسية خارج ليبيا، ونالت دبلوماً في اختصاص تنمية المتمع.

درست خديجة عبدالقادر في ليبيا ومصر وإنجلترا، وبعد تخرجها من الدراسة الثانوية اشتغلت بالتدريس، وأتقنت الإنجليزية والإيطالية، وبمنحة من المجلس الثقافي البريطاني ألقت في لندن سنة 1961 محاضرة تحدثت فيها عن وطنها ليبيا ودور المرأة في حركة نهضتها.

أصدرت كتابها: «المرأة والريف في ليبيا»، في بيروت سنة 1961، ومن خلاله سلطت الضوء على تجربتها في الحياة، وانغماسها في مشكلات المجتمع الليبي، فهي تقر بأن المرأة الليبية ـ في زمانها ـ كانت محرومة من المعرفة بسبب السيطرة الأجنبية، لكن ما أن انتهت هذه المرحلة حتى رأينا المرأة الليبية تقتحم الصعاب.

من أعمالها أيضاً في مجال الكتابة، سلسلة مقالاتها «ليبية في بلاد الإنجليز» التي ألّفتها على 30 حلقة، ونشرتها في جريدة طرابلس الغرب.

طالبت بإنشاء معهد للمعلمات في طرابلس، كانت هي إحدى خريجاته، لتصبح معلمة للصف السادس، إلى جانب 27 طالبة أخريات أكملن مسيرتهن الدراسية عام 1954.

دعت في أواخر خمسينات القرن الماضي إلى تأسيس أول جمعية نسائية في طرابلس بليبيا باسم «جمعية النهضة النسائية»، بدعم من رائدة النهضة النسائية حميدة العنيزي، وعقدت اجتماعات تأسيسها في منزلها الذي شهد ميلاد الجمعية الأولى وصياغة نظامها الأساسي، وأسهمت هذه الجمعية في تطوير العمل النسائي في ليبيا، وتوسيع قاعدة الاهتمام في المجتمع الليبي بحقوق المرأة ودورها السياسي والاجتماعي والثقافي والمهني.

أخبار ذات صلة

جمود أم انكماش كلي؟.. العالم يدفع ثمن الركود القصير أثناء الجائحة
هل أخطأ جيروم باول؟


كان من أهداف الجمعية النهوض بمستوى المرأة ثقافياً وصحياً واجتماعياً، وتقوية أواصر التعاون والتفاهم وتوحيد الجهود بين النساء العربيات والإسهام في أوجه النشاط الثقافي والصحي والاجتماعي، وخلال عملها بالجمعية أصدرت مجلة بعنوان «رسالة الجمعية»، مع عدد من الرائدات بينهن صالحة ظافر المدني، عائشة زريق، سعاد الحداد، نجمية موسى أبوقصيعة وحميدة العنيزي.

رحلت خديجة عبدالقادر منذ عشر سنوات، وتركت خلفها إرثاً ثقافياً وإنسانياً مهد الطريق لأجيال من النساء الليبيات المتطلعات للتفوق وتحقيق الريادة في مجال أعمالهن، نتذكرها اليوم لأن في ذلك إحياء للذاكرة الوطنية، وانتصاراً لإرادة التغيير عند الليبيين،‏‏ والتي ستعود مهما طال عمر الأزمة الراهنة.