سلمى العالم ـ دبي

أكد الدكتور علي راشد النعيمي رئيس المجلس العالمي للمجتمعات المسلمة أن كتابه الجديد «الدولة الوطنية صناعة النهوض» يعبّر عن خلاصة تجربة عايشها بنفسه، وأراد من خلالها أن يقدم لجيل الشباب رسائل محددة تتعلق بقضايا محورية لا يمكن تجاوزها للفرد أو المجتمع، جاء ذلك خلال مشاركته في جلسة نقاشية حول كتابه نظمها صالون كتّاب الثقافي بدبي، مساء أمس الأول، بحضور مجموعة من المثقفين والأكاديميين.

ويناقش الكتاب خلال 181 صفحة، ثلاث أطروحات فكرية، الأولى أكد فيها النعيمي على أن الانتماء والولاء للدولة الوطنية ولاء لا يضاهيه شيء، خاصة في ظل الربكة العالمية الموجودة، والأطروحة الثانية أكد خلالها على العودة للتراث وقدسية التراث بما يفيد وألا يتم إقصاؤه تماماً، والأطروحة الثالثة تناول فيها فوضى الدين والتدين وارتباك الشباب المسلم المعاصر، مشيراً إلى أن بعض «فضلاء الدين» هم سبب ذلك.

وأوضح النعيمي أنه عرض الكتاب على إحدى دور النشر العربية قبل إصداره عن دار كُتّاب، والتي رفضت إصداره معتبرين أنه قد يتسبب بأزمة فكرية، مشيراً إلى أهمية اطلاع الجيل الحالي على تجارب غيرهم حتى يستفيدوا.

وقال: «نحن أمام أزمة هوية وانتماء وصراع فكري يتخطف عقولنا وقلوبنا، وحاضرنا ومستقبلنا لهذه الضحية، وكل ما نجده بالعالم هو نتيجة صراع الأفكار الذي تنبثق عنه مشاكل سياسية وثقافية واقتصادية. ونحن في الإمارات قد انتهينا من هذه الأزمة ولكن معظم البلدان العربية ما زالت تعاني منها».

وبيّن النعيمي خلال الجلسة أن الكتاب الجديد يركّز في جوهره على فكرة وجود إطار جامع يتمثل في الدولة الوطنية، ساعياً من خلاله للإجابة عن سؤال جوهري بشأن أي مستقبل نريد لعالمنا العربي والإسلامي وأبنائنا وبناتنا والأجيال القادمة؟ واضعاً أمام القارئ خريطة طريق للإجابة عن السؤال الجوهري المذكور.

وكانت خلاصة التجربة أن ما تحتاج إليه مجتمعاتنا هو ترسيخ الدولة الوطنية بمعنى جديد غير مسبوق، فهي ليست «الدولة القومية» بالمعنى الغربي nation-state ولكنها «دولة المواطنة».

أخبار ذات صلة

«إصدارات أدبية تسجل تاريخ الوطن» ندوة بالأرشيف والمكتبة الوطنية
«دبي للثقافة» تدشن «التبدّل والتحوّل» في مكتبة الصفا


وقال: «الإيمان الحق والتدين الخالص لا يتعارضان مع متطلبات العصر والحرص على التطور والرغبة في التقدم، وأن الإسلام العظيم هو دين خالد وحضارة إنسانية، ملك البشرية جمعاء وليس حكراً على جماعة أو أيديولوجية أو تنظيم أو حزب أو حتى مدرسة فكرية بعينها».

ولخص النعيمي الدواء بعد تشخيص الداء، بالقول: «ليست أمامنا فرصة للتحرك نحو المستقبل، إلا إذا نجحنا في التعامل مع التاريخ باعتباره تجربة بشرية مقيدة بسياقات محددة حدثت وانتهت.. نحن نحتاج إلى الاستفادة من التاريخ بتمثل عناصر النجاح وتجاوز عناصر الفشل، وبذلك نضع التاريخ في موضعه الطبيعي».