الرؤية ـ برلين

أكد ميشيل لودرز الخبير الألماني في شؤون الشرق الأوسط في حوار خاص مع «الرؤية» أن زيارة وزير الخارجية الألماني هايكو ماس أخيراً إلى الخرطوم تحمل دلالات عدة، منها اختلاف رؤية ألمانيا باعتبارها أكبر قوة اقتصادية في أوروبا عن الرؤية الأمريكية، كما تعكس أهمية الخرطوم لدى القارة الأوروبية التي ترى ضرورة التحاور مع كافة الأطراف الفاعلة على الساحة السودانية الآن.

وأشار إلى أن ألمانيا قلقة من تؤدي الأحداث في السودان لموجة هجرة ولجوء جديدة عبر السودان وليبيا، ولذلك يرغب ماس في التعاون بقوة مع الإدارة السودانية الحالية لضمان منع حدوث ذلك، نظراً لما تعانيه ألمانيا من مشكلات متعددة منذ لجوء السوريين إليها عبر السنوات الأربع الماضية.

وأضاف أن برلين تتطلع أيضاً لشراكات واستثمارات كبيرة مع السودان، وأنها لا تريد أن تترك الساحة ممهدة فقط للصين التي تستحوذ على اقتصادات متعددة بالسودان.

ووصل وزير الخارجية الألماني الثلاثاء، إلى السودان، وكان في استقباله بمطار الخرطوم وكيل وزارة الخارجية السفير عمر دهب وعدد من المسؤولين.

من جانبه، أفاد «الرؤية» المحلل السياسي وخبير الشؤون الألمانية لؤي المدهون بأن وزير الخارجية الألماني يعد أول سياسي أوروبي رفيع المستوى يزور السودان عقب الإطاحة بالرئيس عمر حسن البشير، لافتاً إلى أن هذه الزيارة تأتي في وقت حساس نظراً للشكوك التي ترافق تطبيق العملية الانتقالية، التي اتفق أعضاء المجلس السيادي عليها لقيادة البلاد في الـ 39 شهراً، على أرض الواقع.

وأشار إلى أن الوزير الألماني حمل رسائل مهمة إلى القيادة السودانية الجديدة، إذ أكد دعم ألمانيا للحكومة السودانية الجديدة التي شكلها المجلس العسكري والمعارضة قبل نحو أسبوعين بقيادة رئيس الوزراء عبدالله حمدوك، كما عبر عن تقديره لحركة الاحتجاج الثوري وأمله أن ينجح «السودان الجديد» في استغلال الفرصة التاريخية للانفتاح على العالم بعد سنوات طويلة من العزلة والعقوبات.

أخبار ذات صلة

الين الياباني يهوي لأدنى مستوى في 24 عاماً أمام الدولار الأمريكي
زيادة صادرات الصين من السيارات الكهربائية أكثر من الضعف

وشدد المدهون على أن اللافت للانتباه هو أن الوزير الألماني تجنب إعطاء وعود عملية للقيادة السودانية، على الرغم من تأكيده على أن السودان وقيادته السياسية الجديدة يحتاجان إلى دعم ألمانيا وأوروبا، بل وعد ماس فقط بالعمل على عودة مساعدات التنمية الألمانية إلى الخرطوم.

وأشار إلى أن هذا الموقف الحذر من وزير الخارجية الألماني يعود بالدرجة الأولى إلى مخاوف ألمانيا من انهيار الدولة السودانية، خصوصاً بعد أن أصبح الاتحاد الأوروبي ينظر إلى السودان باعتباره شريكاً مهماً، نظراً لموقعه الاستراتيجي كنقطة التقاء للمهاجرين القادمين من كل منطقة القرن الأفريقي.

وأوضح المدهون أنه يمكن القول إن أهداف السياسة الألمانية تجاه السودان تتمثل في دعم التحول الديمقراطي وتقاسم السلطة، ولكن من دون تهديد كيان الدولة السودانية.