بعدما دمرت 2600 مدرسة
حرب، ولجوء، وأجواء حشد طائفي، هكذا انطلق العام الدراسي في دول عربية منعت ظروفها الحالية الصعبة آلاف التلاميذ من الانتظام في صفوف مدارسهم بشكل سلس وطبيعي على غرار نظرائهم في بقية أنحاء العالم.
ومن اليمن إلى سوريا وفلسطين، طبعت التوترات الداخلية افتتاح السنة الدراسية الجديدة، بطابعها الخاص واضعة مئات المدارس والمنشآت التعليمية على خط النار.
ميليشيات الحوثي تبث سموم الطائفية في مناهج الدراسة
في اليمن، شكّل يوم بداية العام الدراسي الجديد نقطة اتفاق نادرة بين الحكومة اليمنية وميليشيات الحوثي الإرهابية التي أصدرت توجيهات بمزيد من التشويه في المناهج واستغلال فصول الدرس لنشر أفكار طائفية وتجنيد الأطفال في صفوف الميليشيات المدعومة من إيران.
وبدأت السنة الدراسية أول أغسطس في عموم اليمن لكن وسط نقص هائل في عدد المدارس بعدما دمر الحوثيون أكثر من ألفي مدرسة.
وشهدت المدارس اليمنية أمس إقبالاً متدنياً من الطلاب والمعلمين في اليوم الثاني من العام الدراسي الجديد الذي بدأ في عموم البلاد بناء على قرارين صدرا مسبقاً عن سلطات التعليم سواء التابعة للحكومة اليمنية أو ميليشيات الحوثي الانقلابية المدعومة من إيران.
وقال إبراهيم أجعش المسؤول في فرع وزارة التربية والتعليم الحكومية بمدينة الحديدة لـ «الرؤية» إن عملية التنسيق وتسجيل الطلاب بدأت منذ صباح الأحد لكن الإقبال متدنٍ بسبب الوضع الذي يعيشه القطاع التعليمي في البلاد.
وأشار إلى أن آلاف المعلمين ظلوا في منازلهم احتجاجاً على عدم حصولهم على رواتبهم، في الوقت الذي باتت فيه أغلب المدارس النشطة تعتمد على متطوعين ومبادرين يقدمون حصصاً مدرسية للتلاميذ بدافع التعاون.
وكان وزير التربية والتعليم اليمني عبدالله لملس أشار في أبريل الماضي إلى أن ميليشيات الحوثي دمرت أكثر من 2600 مدرسة في عموم اليمن، ما تسبب في حرمان زهاء مليونين و200 طالب وطالبة من مقاعدهم المدرسية.
وشكا أجعش من نقص حاد هذا العام في المقررات المدرسية والكتب وعدم تغطيتها كل الصفوف المدرسية في المناطق المحررة.
أما مناطق سيطرة الميليشيات فبدأت استعداداتها لإضافة مقررات ودروس جديدة ضمن مناهج اللغة العربية والقرآن الكريم والتربية الإسلامية، تحوي أفكاراً طائفية هدامة، وفق ما أكده مصدر في مكتب التربية والتعليم بصنعاء لـ «الرؤية».
وقال المصدر إن توجيهات صدرت عن شقيق زعيم الميليشيات يحيى الحوثي المعين وزيراً للتربية والتعليم إلى مديري مكاتب التربية في مناطق سيطرة الميليشيات بوضع خطط لتنظيم حصص إضافية للطلاب تحت مسمى «الثقافة القرآنية» هدفها تشجيع الطلاب وترويضهم للانضمام إلى صفوف الميليشيات.
في سوريا، أجّلت مديرية التربية والتعليم في محافظة إدلب السورية بدء العام الدراسي مع لجوء نازحين إلى المدارس في المناطق الشمالية للمحافظة هرباً من القصف بعد أكثر من أربعة أشهر على التصعيد العسكري في إدلب الواقعة في شمال غرب البلاد.
ودفع القتال أكثر من نصف مليون نسمة إلى النزوح منذ بدء التصعيد بحسب الأمم المتحدة.
وفي حديثه لـ «الرؤية»، قال أبو محمد (50عاماً) الذي نزح من خان شيخون في ريف إدلب الجنوبي ليسكن مع عائلته المكونة من ستة أفراد بإحدى مدارس مدينة معرة مصرين شمال إدلب، إنه فضل المدرسة بسبب زحام مخيمات اللاجئين وعدم قدرته على تأمين مسكن».
في نفس المدرسة تقيم مع عائلة أبو محمد عشر عائلات من مناطق متعددة.
واتخذت أسرة محمد أبو علي (65 عاماً) من غرفة المختبر مسكناً حيث يقيم مع زوجته وأولاده الأربعة.
وقال مصطفى الحاج علي مدير دائرة الإعلام في مديرية التربية والتعليم في إدلب لـ «الرؤية» إن حوالي 60 مدرسة في إدلب يقطنها نازحون، ولذلك تم تأجيل بدء العام الدراسي ثلاثة أسابيع من الموعد المعتاد في بداية سبتمبر، وذلك لإفساح المجال أمام سكان المدارس لتأمين سكن بديل.
وساعدت مجالس محلية بتأمين سكن بديل ضمن أبنية مجهزة ولكنها تحل جزءاً من المشكلة كما فعل مجلس مدينة معرة مصرين.
وفي نفس الوقت، طلبت مديرية التربية والتعليم في إدلب من اللجان المختصة فيها دراسة إمكانية فتح المدارس بنظام فترتين (صباحاً ومساء) في المناطق التي تكتظ بالنازحين لاستيعابهم ضمن بعض المدارس.
وقال علي «لا بد من افتتاح المدارس تحت أي ظرف».
وبلغ عدد الطلاب في المحافظة لعام 2018 بحسب علي 395 ألف طالب.
حرص رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يوم الأحد على تفقد مدارس إسرائيلية مع بدء الدراسة لكن 220 طفلاً فلسطينياً كانوا يقبعون في سجون الاحتلال بعيداً عن مدارسهم بعدما اعتقلتهم السلطات الإسرائيلية بتهم تتعلق بمقاومة الاحتلال.
وقال رئيس هيئة الأسرى والمحررين الفلسطينية قدري أبو بكر لـ «الرؤية» إن الأطفال الأسرى يواجهون مشكلة حقيقية في تجاهل حقهم في التعليم داخل سجون الاحتلال مع تجاهل إسرائيل للمواثيق الدولية وتأمين حق التعليم للأطفال، والسماح لهم فقط بحضور امتحانات الثانوية العامة.
وأضاف أن الأطفال الأسرى يبلغ عددهم 220 جميعهم دون 18 عاماً.
وقال «نحاول بكل السبل ربطهم بوزارة التربية والتعليم الفلسطينية بشكل مباشر، وتم الاتفاق مع الوزارة على أن الأطفال ما بين 16-18عاماً ستشملهم خطة التقديم لامتحانات الثانوية العامة لتجنب ضياع فرصتهم التعليمية.
وأشار إلى أن المشكلة الحقيقية تتعلق بالأطفال في سن 12 عاماً، والمحكوم عليهم بأحكام عالية مثل السجن المؤبد وآخرين تتجاوز فترة المحكومية عمر مرحلتهم الدراسية.
وأضاف أن الهيئة تعمل على تخصيص يومين أسبوعياً يتم خلالهما بث حلقات تعليمية عبر التلفزيون الرسمي «فلسطين» لضمان تلقيهم المنهاج التعليمي.
وتابع أن الهيئة تسعى مع اللجنة الدولية للصليب الأحمر لإيجاد حلول تمنع مصادرة المناهج التعليمية التي تدخل للطلاب وتقديم المنهاج الجديد لهم من قبل إدارة السجون الإسرائيلية، وضمان تلقيهم التعليم داخل السجون.
ومن اليمن إلى سوريا وفلسطين، طبعت التوترات الداخلية افتتاح السنة الدراسية الجديدة، بطابعها الخاص واضعة مئات المدارس والمنشآت التعليمية على خط النار.
ميليشيات الحوثي تبث سموم الطائفية في مناهج الدراسة
وبدأت السنة الدراسية أول أغسطس في عموم اليمن لكن وسط نقص هائل في عدد المدارس بعدما دمر الحوثيون أكثر من ألفي مدرسة.
وشهدت المدارس اليمنية أمس إقبالاً متدنياً من الطلاب والمعلمين في اليوم الثاني من العام الدراسي الجديد الذي بدأ في عموم البلاد بناء على قرارين صدرا مسبقاً عن سلطات التعليم سواء التابعة للحكومة اليمنية أو ميليشيات الحوثي الانقلابية المدعومة من إيران.
وقال إبراهيم أجعش المسؤول في فرع وزارة التربية والتعليم الحكومية بمدينة الحديدة لـ «الرؤية» إن عملية التنسيق وتسجيل الطلاب بدأت منذ صباح الأحد لكن الإقبال متدنٍ بسبب الوضع الذي يعيشه القطاع التعليمي في البلاد.
وأشار إلى أن آلاف المعلمين ظلوا في منازلهم احتجاجاً على عدم حصولهم على رواتبهم، في الوقت الذي باتت فيه أغلب المدارس النشطة تعتمد على متطوعين ومبادرين يقدمون حصصاً مدرسية للتلاميذ بدافع التعاون.
وكان وزير التربية والتعليم اليمني عبدالله لملس أشار في أبريل الماضي إلى أن ميليشيات الحوثي دمرت أكثر من 2600 مدرسة في عموم اليمن، ما تسبب في حرمان زهاء مليونين و200 طالب وطالبة من مقاعدهم المدرسية.
وشكا أجعش من نقص حاد هذا العام في المقررات المدرسية والكتب وعدم تغطيتها كل الصفوف المدرسية في المناطق المحررة.
أما مناطق سيطرة الميليشيات فبدأت استعداداتها لإضافة مقررات ودروس جديدة ضمن مناهج اللغة العربية والقرآن الكريم والتربية الإسلامية، تحوي أفكاراً طائفية هدامة، وفق ما أكده مصدر في مكتب التربية والتعليم بصنعاء لـ «الرؤية».
وقال المصدر إن توجيهات صدرت عن شقيق زعيم الميليشيات يحيى الحوثي المعين وزيراً للتربية والتعليم إلى مديري مكاتب التربية في مناطق سيطرة الميليشيات بوضع خطط لتنظيم حصص إضافية للطلاب تحت مسمى «الثقافة القرآنية» هدفها تشجيع الطلاب وترويضهم للانضمام إلى صفوف الميليشيات.
إدلب: المدارس «كاملة العدد».. بالنازحين
في سوريا، أجّلت مديرية التربية والتعليم في محافظة إدلب السورية بدء العام الدراسي مع لجوء نازحين إلى المدارس في المناطق الشمالية للمحافظة هرباً من القصف بعد أكثر من أربعة أشهر على التصعيد العسكري في إدلب الواقعة في شمال غرب البلاد.
ودفع القتال أكثر من نصف مليون نسمة إلى النزوح منذ بدء التصعيد بحسب الأمم المتحدة.
وفي حديثه لـ «الرؤية»، قال أبو محمد (50عاماً) الذي نزح من خان شيخون في ريف إدلب الجنوبي ليسكن مع عائلته المكونة من ستة أفراد بإحدى مدارس مدينة معرة مصرين شمال إدلب، إنه فضل المدرسة بسبب زحام مخيمات اللاجئين وعدم قدرته على تأمين مسكن».
في نفس المدرسة تقيم مع عائلة أبو محمد عشر عائلات من مناطق متعددة.
واتخذت أسرة محمد أبو علي (65 عاماً) من غرفة المختبر مسكناً حيث يقيم مع زوجته وأولاده الأربعة.
وقال مصطفى الحاج علي مدير دائرة الإعلام في مديرية التربية والتعليم في إدلب لـ «الرؤية» إن حوالي 60 مدرسة في إدلب يقطنها نازحون، ولذلك تم تأجيل بدء العام الدراسي ثلاثة أسابيع من الموعد المعتاد في بداية سبتمبر، وذلك لإفساح المجال أمام سكان المدارس لتأمين سكن بديل.
وساعدت مجالس محلية بتأمين سكن بديل ضمن أبنية مجهزة ولكنها تحل جزءاً من المشكلة كما فعل مجلس مدينة معرة مصرين.
وفي نفس الوقت، طلبت مديرية التربية والتعليم في إدلب من اللجان المختصة فيها دراسة إمكانية فتح المدارس بنظام فترتين (صباحاً ومساء) في المناطق التي تكتظ بالنازحين لاستيعابهم ضمن بعض المدارس.
وقال علي «لا بد من افتتاح المدارس تحت أي ظرف».
وبلغ عدد الطلاب في المحافظة لعام 2018 بحسب علي 395 ألف طالب.
220 طفلاً فلسطينياً في سجون إسرائيل مع بدء الدراسة
حرص رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يوم الأحد على تفقد مدارس إسرائيلية مع بدء الدراسة لكن 220 طفلاً فلسطينياً كانوا يقبعون في سجون الاحتلال بعيداً عن مدارسهم بعدما اعتقلتهم السلطات الإسرائيلية بتهم تتعلق بمقاومة الاحتلال.
وقال رئيس هيئة الأسرى والمحررين الفلسطينية قدري أبو بكر لـ «الرؤية» إن الأطفال الأسرى يواجهون مشكلة حقيقية في تجاهل حقهم في التعليم داخل سجون الاحتلال مع تجاهل إسرائيل للمواثيق الدولية وتأمين حق التعليم للأطفال، والسماح لهم فقط بحضور امتحانات الثانوية العامة.
وأضاف أن الأطفال الأسرى يبلغ عددهم 220 جميعهم دون 18 عاماً.
وقال «نحاول بكل السبل ربطهم بوزارة التربية والتعليم الفلسطينية بشكل مباشر، وتم الاتفاق مع الوزارة على أن الأطفال ما بين 16-18عاماً ستشملهم خطة التقديم لامتحانات الثانوية العامة لتجنب ضياع فرصتهم التعليمية.
وأشار إلى أن المشكلة الحقيقية تتعلق بالأطفال في سن 12 عاماً، والمحكوم عليهم بأحكام عالية مثل السجن المؤبد وآخرين تتجاوز فترة المحكومية عمر مرحلتهم الدراسية.
وأضاف أن الهيئة تعمل على تخصيص يومين أسبوعياً يتم خلالهما بث حلقات تعليمية عبر التلفزيون الرسمي «فلسطين» لضمان تلقيهم المنهاج التعليمي.
وتابع أن الهيئة تسعى مع اللجنة الدولية للصليب الأحمر لإيجاد حلول تمنع مصادرة المناهج التعليمية التي تدخل للطلاب وتقديم المنهاج الجديد لهم من قبل إدارة السجون الإسرائيلية، وضمان تلقيهم التعليم داخل السجون.