الوطن لا يبنيه إلا أبناؤه الذين تكلموا بلسانه ودانوا بدينه
«فرحانين بالإنجريزي» أي فرحين بتكلم اللغة الإنجليزية، وهي عبارة سمعتها من رجل كبير في إحدى المؤسسات الحكومية، حين كان يواسي بها صاحبه الذي كان يرافقه، والذي اشتاط غيظاً وغضباً من موظفة إماراتية أبت إلاّ أن تكلمه باللغة الإنجليزية لا غيرها، ولما استغاث الرجل الكبير بمسؤولها الذي كان كبيراً نسبياً أيضاً، أيد ذلك المسؤول موقف موظفته «المتفرنجة».
والشاهد، أني أُعجبت بحكمة الحوار الذي دار بين المسنين، حيث قال ذلك الكبير لصاحبه لا تحزن هذا جيل الجُحود، وليس أعظم من جحود اللغة العربية اللسان الأم، لغة العلم والأدب والفن، نحن جيل الكبار كنّا ولا نزال كباراً بعقولنا، وحكمتنا، واعتزازنا بلغتنا العربية، ووطننا، أما هؤلاء فأكبر اهتماماتهم أن يرى الأجانب أفعالهم ويسمعونهم يتحدثون بـ «الانجريزي».
نحن جيل، قال الكبير، يتحدث الواحد منا أكثر من خمس لغات أحياناً، لكننا لا نكلم بعضنا إلا بالعربية بصفتها لساننا الأصل، ولا نتمثّل إلا بأشعار الأولين وأمثالهم بالغة الحكمة، حتى وإن اضطررنا إلى استخدام كلمة أجنبية فإننا نُحورها ونطوعها للهجتنا العربية رغماً عنها!.فعلاً، نحن نعاني في الإمارات من عقدة الأجنبي والأمر وصل حدّه وأصبح لا يطاق، فالعارفون والجُهّال، الكلّ يتباهى بالتحدث باللغة الإنجليزية، ولا يبالون بعواقب تلك الأمور، ولا يكترثون بسلبية هذا التقليد المُشين، والمهم عندهم أن يتظاهروا بمظهر «المتفرنج» باعتبار أن ذلك هو التحضّر والتمدن!
وأحياناً تُحسّ بالفعل أن الذين يتحدثون بالإنجليزية مزهُوون نوعاً ما، تبدو عليهم علامات الفخر لا لشيء إلا لأنهم «يرطنون» مع أن «الرطينة ضغينة»، والرطينة في اللهجة الإماراتية تعني الرطانة.
حقاً تعبنا من المناشدة والتنبيه إلى هذا الأمر، لكننا نقول إن الوطن لا يبنيه إلا أبناؤه الذي أنجبتهم هذه الأرض ورضعوا من خيرها وتكلموا بلسانها ودانوا بدينها، أما من تخلى عن لغته فهو فاشل.
تحدثت مع إحدى الأخوات الفاضلات ذات يومٍ وهي تشتكي حال ولدها الذي كأنه أجنبي!
فقالت لي: ولدي لا يتحدث اللغة العربية، لأننا ألحقناه منذ سنواته الأولى بمدارس أجنبية حتى وصل للدراسات الجامعية، والآن أصبحت لديه ردة فعل عكسية، حيث يمتنع عن لفظ أي كلمة باللغة العربية.
قلت لها: وكيف يصلي ويقرأ القرآن؟
فقالت بحسرة: اشترينا له مصحفاً باللغة الإنجليزية؟
والشاهد، أني أُعجبت بحكمة الحوار الذي دار بين المسنين، حيث قال ذلك الكبير لصاحبه لا تحزن هذا جيل الجُحود، وليس أعظم من جحود اللغة العربية اللسان الأم، لغة العلم والأدب والفن، نحن جيل الكبار كنّا ولا نزال كباراً بعقولنا، وحكمتنا، واعتزازنا بلغتنا العربية، ووطننا، أما هؤلاء فأكبر اهتماماتهم أن يرى الأجانب أفعالهم ويسمعونهم يتحدثون بـ «الانجريزي».
نحن جيل، قال الكبير، يتحدث الواحد منا أكثر من خمس لغات أحياناً، لكننا لا نكلم بعضنا إلا بالعربية بصفتها لساننا الأصل، ولا نتمثّل إلا بأشعار الأولين وأمثالهم بالغة الحكمة، حتى وإن اضطررنا إلى استخدام كلمة أجنبية فإننا نُحورها ونطوعها للهجتنا العربية رغماً عنها!.فعلاً، نحن نعاني في الإمارات من عقدة الأجنبي والأمر وصل حدّه وأصبح لا يطاق، فالعارفون والجُهّال، الكلّ يتباهى بالتحدث باللغة الإنجليزية، ولا يبالون بعواقب تلك الأمور، ولا يكترثون بسلبية هذا التقليد المُشين، والمهم عندهم أن يتظاهروا بمظهر «المتفرنج» باعتبار أن ذلك هو التحضّر والتمدن!
حقاً تعبنا من المناشدة والتنبيه إلى هذا الأمر، لكننا نقول إن الوطن لا يبنيه إلا أبناؤه الذي أنجبتهم هذه الأرض ورضعوا من خيرها وتكلموا بلسانها ودانوا بدينها، أما من تخلى عن لغته فهو فاشل.
تحدثت مع إحدى الأخوات الفاضلات ذات يومٍ وهي تشتكي حال ولدها الذي كأنه أجنبي!
فقالت لي: ولدي لا يتحدث اللغة العربية، لأننا ألحقناه منذ سنواته الأولى بمدارس أجنبية حتى وصل للدراسات الجامعية، والآن أصبحت لديه ردة فعل عكسية، حيث يمتنع عن لفظ أي كلمة باللغة العربية.
قلت لها: وكيف يصلي ويقرأ القرآن؟
فقالت بحسرة: اشترينا له مصحفاً باللغة الإنجليزية؟