يعتقد الكثير أنّ العربيّ هو من يُولد من أصلاب عربيّة، ولكن الحقيقة الغائبة والمغيبة عنهم هي أنّ العروبة ليست أصلاً فحسب، بل هي لغة وشعور وانتماء ووشائج متينة لا انفصام لها، ومن هذا المنطلق نستطيع أن نضيف للعرب أولئك المسلمين الهنود الذي تعلّموا العربيّة حبّاً وكرامة، وقطعوا أعمارهم في خدمتها، وانصرفوا إليها عن أيّ شيء آخر.
وإن الهند عبر قرون طويلة وعلى اتساع رقعتها الجغرافية وتنوعها، وهبت للغة العربيّة من العلماء المتخصصّين ما لا محيص من الاعتراف به وتقديره وتشجيعه؛ هم من أسهموا إسهامات خالدة في التاريخ في علوم اللغة العربيّة والدّين الإسلاميّ، انطلاقاً من إخلاصهم لهذا الدين الحنيف، وتفرّغهم لخدمته على أكمل وجه، حيث وجدوا في هذا اللسان دربهم إلى الإسلام وعلومه، وطلبوا هذه اللّغة حبّاً بالله ورسوله وأمّته، وما رضوا أن يلعبوا فيها سوى دور الرّيادة المتقدمة والمشاركة الكاملة، لا دور التّابع اللاّحق بركب الأوائل الصّالحين، فزاحموا أهل العربيّة أنفسهم، وحملة لواء دينها، حتى حفروا ونقشوا جهودهم وإخلاصهم للإسلام ولغته الفصيحة في التّاريخ، وحملوا القناديل للسّاعين في درب الهداية والنّور إلى أبعد الحدود.
وإنْ كان العربيّ يبذل جهداً كبيراً في إتقان لغته والتّفقّه في أحكام دينه، وهو يعيش في أرض العروبة والإسلام، وتتوافر له الظّروف المواتية جميعها لذلك، فإنّ الهنديّ المسلم يبذل جهوداً مضاعفة لمرّات كثيرة، ليتعلّم العربيّة في غير ديارها، وليتفقّه في أمور دينه في ظروف معيشيّة وفكريّة وسياسيّة صعبة، وكم رحل وارتحل الهنديّ المسلم في دروب الأرض!، وتغرّب عن وطنه وأهله، وأنفق ماله ومدّخرات أسرته، وحرم من أهله وقومه، وتجشّم مخاطر الغربة، ومواجع السّفر لأجل أن يتعلّم العربيّة، ويتتلمذ على أيدي من يقوده إلى دينه.
ولم يقف الأمر عند هذا الأمر حسب، بل عاد الضّاربون في الأرض من الهنود إلى ديارهم وأوطانهم، وكوّنوا منارات للعلم والتّعلّم في الهند؛ فكانت المدارس والجامعات الهنديّة التي يرعاها الهنود المسلمون من حرّ أموالهم، ويديرونها بجهودهم الشّخصيّة، ليُقرّبوا العربيّة والإسلام إلى أبنائهم من طلائع الشّبيبة المسلمة في الهند، وهذه المنارات هي من قدّمت للمكتبة العربيّة ثروة علميّة عملاقة، أغنتها بفريد الإبداعات والبحوث والدراسات التي لا يزال الكثير منها كنوزاً مخطوطة تحتاج إلى تحقيق، وإعادة نشر لترى النّور من جديد.
وخلاصة الأمر أنّ الهنديّ المسلم العاشق للعربيّة، والمخلص لها يحتاج إلى دعم العربيّ القحّ لأجل خدمة العربيّة، وإعلاء شأنها.
وإن الهند عبر قرون طويلة وعلى اتساع رقعتها الجغرافية وتنوعها، وهبت للغة العربيّة من العلماء المتخصصّين ما لا محيص من الاعتراف به وتقديره وتشجيعه؛ هم من أسهموا إسهامات خالدة في التاريخ في علوم اللغة العربيّة والدّين الإسلاميّ، انطلاقاً من إخلاصهم لهذا الدين الحنيف، وتفرّغهم لخدمته على أكمل وجه، حيث وجدوا في هذا اللسان دربهم إلى الإسلام وعلومه، وطلبوا هذه اللّغة حبّاً بالله ورسوله وأمّته، وما رضوا أن يلعبوا فيها سوى دور الرّيادة المتقدمة والمشاركة الكاملة، لا دور التّابع اللاّحق بركب الأوائل الصّالحين، فزاحموا أهل العربيّة أنفسهم، وحملة لواء دينها، حتى حفروا ونقشوا جهودهم وإخلاصهم للإسلام ولغته الفصيحة في التّاريخ، وحملوا القناديل للسّاعين في درب الهداية والنّور إلى أبعد الحدود.
وإنْ كان العربيّ يبذل جهداً كبيراً في إتقان لغته والتّفقّه في أحكام دينه، وهو يعيش في أرض العروبة والإسلام، وتتوافر له الظّروف المواتية جميعها لذلك، فإنّ الهنديّ المسلم يبذل جهوداً مضاعفة لمرّات كثيرة، ليتعلّم العربيّة في غير ديارها، وليتفقّه في أمور دينه في ظروف معيشيّة وفكريّة وسياسيّة صعبة، وكم رحل وارتحل الهنديّ المسلم في دروب الأرض!، وتغرّب عن وطنه وأهله، وأنفق ماله ومدّخرات أسرته، وحرم من أهله وقومه، وتجشّم مخاطر الغربة، ومواجع السّفر لأجل أن يتعلّم العربيّة، ويتتلمذ على أيدي من يقوده إلى دينه.
وخلاصة الأمر أنّ الهنديّ المسلم العاشق للعربيّة، والمخلص لها يحتاج إلى دعم العربيّ القحّ لأجل خدمة العربيّة، وإعلاء شأنها.