عزة سند

تضرب قلعة العانكة بجذورها في أعماق التاريخ، حيث تقف شامخة متوثبة متذكرة أمجاد من بنوها وأولئك الذين عاصروها واحتموا بها.

شيّد القلعة الشيخ سعيد بن طحنون حاكم إمارة أبوظبي في الفترة من 1845 حتى 1855 لتكون خط الدفاع الأول عن واحات العين.

تقع قلعة العانكة غرب مدينة العين وتبعد عنها نحو 55 كم، وهي قريبة من منطقة رماح.

ترميم دوري

أوضح محمد الظاهري مدير المباني التاريخية في المنطقة الغربية بهيئة الثقافة والسياحة ـ أبوظبي، أن القلعة جرى ترميمها في الثمانينات، مشيراً إلى أن الدائرة تقوم بشكل دوري بمجهودات لتطوير المنطقة المحيطة بها وترميمها باستخدام المواد القديمة التي شيّدت منها.

وأضاف «نهضت القلعة بدور مهم في الدفاع عن العين ويرجع ذلك إلى طبيعة المكان القاسية حيث يندر وجود المياه، إلا من بئر العانكة التي جرى إخفاؤها عند بناء القلعة كي لا يَعرف وسيلة الحصول على المياه في ذلك المكان سوى أهل العانكة».

أخبار ذات صلة

«إصدارات أدبية تسجل تاريخ الوطن» ندوة بالأرشيف والمكتبة الوطنية
«دبي للثقافة» تدشن «التبدّل والتحوّل» في مكتبة الصفا


شكل مربع

ويصف الظاهري القلعة بأنها مربعة الشكل ذات طابقين وتضم عدداً من الغرف وبرجاً يحيطه سور ثماني الأضلاع به مسننات وفتحات للرماية بالأقواس والبنادق.

وأشار إلى أن القلعة عبارة عن مبنى مربع الشكل يمتد من الشرق إلى الغرب بطول نحو 20 متراً ومن الشمال إلى الجنوب بطول يبلغ قرابة 10 أمتار، وتتكون من طابقين وسطح حوله سور، مقدراً ارتفاع واجهاتها بـ12 متراً.

تصميم مميز

ولفت الظاهري إلى أن للقلعة تصميماً مميزاً، وأن الطابق الأول عبارة عن ردهة على جانبها قاعتان، حيث يوجد سلم في زاوية الردهة الشمالية الغربية يؤدي إلى الطابق الثاني وهو قاعة وسطى على جانبيها قاعتان مستطيلتان. ويحيط بسطح المربعة سور به صفوف من الفتحات التي تستخدم للرمي بالبنادق.

وأشار الظاهري إلى أنه يحيط بالمربعة فناء من الجهات الشرقية والغربية والشمالية وحول الفناء سور قليل الارتفاع (2.5 متر) تعلوه شرفات مثلثة.

وتابع «يتوسط الضلع الجنوبي للسور بوابة مربعة طول ضلعها نحو أربعة أمتار وارتفاعها خمسة أمتار، بها فتحة مدخل (3×1.5 متر). وتعد مربعة العانكة من المربعات القليلة التي تشتمل على فناء وبوابة خارجية».يشير مدير المباني التاريخية في المنطقة الغربية إلى أن «العانكة» اسم عربي أصيل، له دلالات لغوية عدة، فهو مشتق من اسم الرمل الأحمر المحيط بالقلعة، بمعنى أنها «قلعة الرمال الحمراء». وتعني الكلمة أيضاً أنها «تُسقِط من أراد النيل منها»، وأنها تعوق مسيرة من يحاول الوصول إليها، وإن وصل إليها فلن يستطيع الفكاك منها، وهو ما حدث فعلاً حين وقعت موقعة العانكة التي انتصر فيها أهالي أبوظبي على المعتدين من القبائل المجاورة.قلعة الرمال الحمراء