تهدد الأتمتة وتغيير أنماط الاستهلاك العديد من الوظائف في قطاع التجزئة، حيث إن خلو المتاجر من الصناديق وتطبيقات الهاتف المحمول التي تتيح للمستهلك التسوق الإلكتروني، إضافة إلى الدفع عن طريق التعرف إلى الوجه، كلها تقنيات حديثة ليست مواتية للتوظيف.
ووفقاً لتقرير نشرته صحيفة "لو موند" الفرنسية، فإن العديد من البلدان باتت النقابات فيها تعقد اجتماعات للبحث في التأثير الاجتماعي الناتج عن الأتمتة.
في هذا السياق، أكد مدير سلسلة بيع بالتجزئة "عندما نرى أن أمازون تقوم بتطوير حلول للاستغناء عن موظفي صناديق الدفع، فمن الواضح أن ذلك سيؤثر سلباً في التوظيف. وأضاف: يجب علينا إعادة التفكير في نموذج تشغيل العمالة وتطوير الموظفين، وهذا أمر ضروري لأن هؤلاء الموظفين هم في أغلب الأحيان غير مؤهلين للعمل في أقسام أخرى. وليس من السهل نقلهم إلى مستودعات أو مصانع تتم أتمتتها بدورها.
من جهته، اعتبر العضو المنتدب لاتحاد التجارة والتوزيع في فرنسا جاك كريسل أنه لا بد من أتمتة عدد معين من صناديق الدفع في السنوات المقبلة، وعلى سبيل المثال، لم يعد لعدد من المتاجر في مدينة شنغهاي الصينية، أماكن معينة للدفع على الصناديق، وما بقي فيها من الموظفين أصبحوا مسؤولين عن إعداد الطلبات التي تصلهم عبر الإنترنت، ولا بد من تسليمها في ثلاثين دقيقة.
من جانبه، يقول الاقتصادي في منظمة التعاون والتنمية الاقتصادية ستيفانو سكاربيتا: إن بقي هناك موظفون في المتاجر، فالحاجة لتأهيلهم المهني ستكون هائلة، لأن جميع الوظائف في المستقبل ستتطلب استخدام التقنيات. وأضاف: لكن اليوم، يلاحظ أن نصف القوى العاملة - وثلثها من الشباب، لا تتمتع بمهارات رقمية كافية إن لم تكن معدومة.
وأوضح أنهم يعرفون كيفية تصفح الإنترنت، ولكن لا يستخدمون هذه التقنيات في حياتهم المهنية.
وأكدت منظمة التجارة والتنمية الاقتصادية أخيراً أن هناك حاجة ملحة للاستعداد لمعرفة استخدام التقنيات، لأن فرص العمل ستكون معرضة للزوال في العشرين عاماً المقبلة، ومعظم الأعمال ستكون مؤتمتة .