باحث في الحوكمة والتنمية ــ السودان
يعرّف ستيف بيكو ثقافة أي مجتمع بأنها «الإجابة المركّبة لذلك المجتمع على مشاكل الحياة المتنوعة»، وكونها إجابة مركّبة، مخلوطة، وغير مبوّبة، يجعلها كائناً ديناميكياً في مقابلة مشاكل الحياة المتنوعة، فهو تنوّع بطبيعته غير ثابت وإنما مستمر التحوّل.
هذا ما يشير إليه بيكو أيضاً، إذ يقول: «نحن نعايش مشاكل جديدة كل يوم، وأياً كان رد فعلنا عليها فإنه يضيف لثراء ثقافتنا».
وفقاً لذلك، فإن الثقافة عمل واسع، وعمل مسؤول ومتجدد، لأنها غير مبذولة مسبقاً كوصفة جاهزة أو إرشادات إجرائية ثابتة (على الرغم من أن كثيرين يتصورون أنها كذلك، وآخرون يتمنون أن تكون كذلك).. النظر للثقافة بهذا المنظور يضعها كمحور كبير وفاعل في أي تحوّل جمعي واسع الأثر.
ويمكن تعريف التحول التكنولوجي بصورة عامة بأنه عملية تحوّل اجتماعي، تحدث وفقاً لتحولات في ديناميكات التكنولوجيا والمؤسسات، وبصورة حَلَقية (أي أن التغيير في أي طرف يؤدي لمرور موجة التغيير للطرف الآخر، والذي يعود بتأثيره للطرف السابق لاحقاً، وهكذا).
إذن فالتحول التكنولوجي ظاهرة اجتماعية تحدث في تناغم مع ظواهر تكنولوجية؛ ويمكن أن يحدث التحوّل بصورة مقصودة أو كنتيجة غير مباشرة لتطوّرات تجري على التقانات أو المؤسسات المتوفرة في المجتمع.
أثر الحراك الثقافي في التحولات التكنولوجية لأي مجتمع أثر خطير، وهنالك دراسات وقفت عليه بإسهاب، والخلاصة منها عموماً أن الثقافة المحلية تصبح محط اهتمام لروّاد التحول التكنولوجي غالباً في حالات تعثّر التحول، لأي أسباب، منها إمكانية أن يكون هنالك ضعف في التواؤم بين مكوّنات التحوّل التكنولوجي والمؤسسات الثقافية المحلية، أما في الحالات التي يكون فيها التحول التكنولوجي ناجحاً نسبياً فنجد القليل من الحديث عن دور الثقافة في ذلك.
العمل على تحقيق الاستقلال التكنولوجي للمجتمعات لا يمكن أن يكون عملاً غير ثقافي، لأن الثقافة رابط المؤسسات الاجتماعية وهي أيضاً مادتها التعبيرية.. قيّم الناس تظهر في أولوياتهم، وأولوياتهم تنطبع على ممارساتهم الثقافية التي، مثلاً، تؤثر في طريقة استعمال وتوزيع الأدوار المهنية في المجتمع (مثل دور الثقافة في تعيين علاقات تقسيم العمل)، كما لها دور مميّز في إعلاء شأن البحث العلمي والباحثين أو تهميش شأنهم، وإعلاء شأن العمل اليدوي المنتِج أو الحط منه.
وللثقافة أيضاً دور كبير في تعيين القيمة الرمزية والمادية للتقانات (من منتجات وخدمات) في حياة الناس.
هذا ما يشير إليه بيكو أيضاً، إذ يقول: «نحن نعايش مشاكل جديدة كل يوم، وأياً كان رد فعلنا عليها فإنه يضيف لثراء ثقافتنا».
وفقاً لذلك، فإن الثقافة عمل واسع، وعمل مسؤول ومتجدد، لأنها غير مبذولة مسبقاً كوصفة جاهزة أو إرشادات إجرائية ثابتة (على الرغم من أن كثيرين يتصورون أنها كذلك، وآخرون يتمنون أن تكون كذلك).. النظر للثقافة بهذا المنظور يضعها كمحور كبير وفاعل في أي تحوّل جمعي واسع الأثر.
إذن فالتحول التكنولوجي ظاهرة اجتماعية تحدث في تناغم مع ظواهر تكنولوجية؛ ويمكن أن يحدث التحوّل بصورة مقصودة أو كنتيجة غير مباشرة لتطوّرات تجري على التقانات أو المؤسسات المتوفرة في المجتمع.
أثر الحراك الثقافي في التحولات التكنولوجية لأي مجتمع أثر خطير، وهنالك دراسات وقفت عليه بإسهاب، والخلاصة منها عموماً أن الثقافة المحلية تصبح محط اهتمام لروّاد التحول التكنولوجي غالباً في حالات تعثّر التحول، لأي أسباب، منها إمكانية أن يكون هنالك ضعف في التواؤم بين مكوّنات التحوّل التكنولوجي والمؤسسات الثقافية المحلية، أما في الحالات التي يكون فيها التحول التكنولوجي ناجحاً نسبياً فنجد القليل من الحديث عن دور الثقافة في ذلك.
العمل على تحقيق الاستقلال التكنولوجي للمجتمعات لا يمكن أن يكون عملاً غير ثقافي، لأن الثقافة رابط المؤسسات الاجتماعية وهي أيضاً مادتها التعبيرية.. قيّم الناس تظهر في أولوياتهم، وأولوياتهم تنطبع على ممارساتهم الثقافية التي، مثلاً، تؤثر في طريقة استعمال وتوزيع الأدوار المهنية في المجتمع (مثل دور الثقافة في تعيين علاقات تقسيم العمل)، كما لها دور مميّز في إعلاء شأن البحث العلمي والباحثين أو تهميش شأنهم، وإعلاء شأن العمل اليدوي المنتِج أو الحط منه.
وللثقافة أيضاً دور كبير في تعيين القيمة الرمزية والمادية للتقانات (من منتجات وخدمات) في حياة الناس.