باحث في المستقبليَّات ـ الجزائر
متابعة التقارير الصادرة عن معهد تحليل سياسات النزاع IPAC بإندونيسيا تُبيِّن أن هناك تحولاً في أسلوب عمل الجماعات الإرهابية في جنوب وجنوب شرق آسيا، مختلفاً عما ساد في شمالي العراق وسوريا.. فهل هو إرهاب جديد على طريق الحرير؟ تُشير التقارير الشهرية الأخيرة الصادرة عن هذا المعهد، خصوصاً تقرير شهر مارس الماضي، إلى أن الجماعات الإرهابية المنتشرة، ليس فقط في إندونيسيا بل في المنطقة كافة، لم تعد في حاجة إلى أوامر تصدر لها من قيادتها في الشام، بل عليها الاعتماد على أساليب التنظيم المحلية والتفرد بقراراتها كما تريد.
وهكذا تزايد نشاطها وأصبحت أكثر خطورة من ذي قبل، فقد هاجمت في «سري لانكا» في 21 أبريل الماضي مخلفة أكثر من 300 قتيل، وتسببت إلى حد كبير بإضعاف النسيج الديني والعرقي في هذه الدولة بين مسلمين وبوذيين ومسيحيين، وواصلت نشاطاتها التي بدأت مع معارك سنة 2017 حول مدينة ميراوي الإندونيسية التي دامت 05 أشهر وخلفت 1100 قتيل.
بالتركيز، هذه المرة، على استغلال مجموعات سبقتها في الإقليم (أبوسياف، أنصار الخلافة، مقاتلو الحرية الإسلامية...)، وانتشرت بصفة ملحوظة في كامل إقليم الشرق الأدنى والقوقاز وخرسان، فضلاً عن جنوب تايلاند وماليزيا، ولم تبق بعيدة عن تأثيرها لحد الآن سوى الهند، ما يعني أن هناك مخاطر جادة أصبحت تحوم بحق حول الحزام الصيني الجديد وطريق الحرير البحري.
هل ما يحدث هو جزء من لعبة الصراع الدولي بأسلوب آخر، أم هو التطور الطبيعي للإسلام السياسي المتطرف في آسيا؟.. حقيقة، لقد تشكلت الجماعات الإسلامية المتطرفة في هذه المنطقة منذ بداية تسعينات القرن الماضي، وكانت إندونيسيا بالفعل هدفاً استراتيجياً لها لمحاولة إقامة ما أسماه تنظيم الدولة فيما بعد بـ «الخلافة النائية».
وشهدت جزيرة «بالي» أولى التفجيرات المعبرة عن ذلك سنة 2002، وذهب ضحيتها 200 قتيل، إلا أن كل هذا لا يعفينا من طرح فرضية جديدة اليوم تقول إن هناك علاقة أكيدة بين تنامي هيمنة الصين والقوى الحليفة لها على الطرق البرية والبحرية في آسيا، والتبدل الحاصل في دور وأسلوب الجماعات الإرهابية المختلفة، التي ما كانت أبداً بعيدة عن جر الإسلام الحنيف إلى أن يكون جزءاً من لعبة الأمم، وهو من ذلك براء.كانت إندونيسيا هدفاً استراتيجياً لمحاولة إقامة ما عرف بـ «الخلافة النائية»
وهكذا تزايد نشاطها وأصبحت أكثر خطورة من ذي قبل، فقد هاجمت في «سري لانكا» في 21 أبريل الماضي مخلفة أكثر من 300 قتيل، وتسببت إلى حد كبير بإضعاف النسيج الديني والعرقي في هذه الدولة بين مسلمين وبوذيين ومسيحيين، وواصلت نشاطاتها التي بدأت مع معارك سنة 2017 حول مدينة ميراوي الإندونيسية التي دامت 05 أشهر وخلفت 1100 قتيل.
بالتركيز، هذه المرة، على استغلال مجموعات سبقتها في الإقليم (أبوسياف، أنصار الخلافة، مقاتلو الحرية الإسلامية...)، وانتشرت بصفة ملحوظة في كامل إقليم الشرق الأدنى والقوقاز وخرسان، فضلاً عن جنوب تايلاند وماليزيا، ولم تبق بعيدة عن تأثيرها لحد الآن سوى الهند، ما يعني أن هناك مخاطر جادة أصبحت تحوم بحق حول الحزام الصيني الجديد وطريق الحرير البحري.
وشهدت جزيرة «بالي» أولى التفجيرات المعبرة عن ذلك سنة 2002، وذهب ضحيتها 200 قتيل، إلا أن كل هذا لا يعفينا من طرح فرضية جديدة اليوم تقول إن هناك علاقة أكيدة بين تنامي هيمنة الصين والقوى الحليفة لها على الطرق البرية والبحرية في آسيا، والتبدل الحاصل في دور وأسلوب الجماعات الإرهابية المختلفة، التي ما كانت أبداً بعيدة عن جر الإسلام الحنيف إلى أن يكون جزءاً من لعبة الأمم، وهو من ذلك براء.كانت إندونيسيا هدفاً استراتيجياً لمحاولة إقامة ما عرف بـ «الخلافة النائية»