كاتب وصحفي ـ الجزائر
منذ مطلع الألفية الميلادية الثالثة، ونحن العرب نكابد مشاق تبعات المشكلات والمصائب، التي تعرضنا لها في العقود الماضية من ميراث مشوه للتحرر الوطني، ورث محقِّقُوه ـ أبطال الأمس القريب ـ أساليب الاستعمار في التعامل مع الشعوب.. ربما ودَّ كثير من القادة العرب أن يكونوا على شاكلة قادة الاستعمار بحسن نية، لكن السلطة من حيث هي استعمال مشروع للقوة تحولت إلى عنف غير مبرر أحياناً، وكانت النتيجة المرة التي وصلنا إليها بداية العقد الثاني من الألفية الثالثة.
لقد استهوانا التغيير، لأننا جئناه محملين بمطامع ومطامح، غير عابئين في بداية الأمر بالتكلفة، حتى إذا ما زيَّنت لنا أنفسنا أعمالنا، وظننا أننا قادرون على التحكم في مسار الأحداث، أتانا أمر الآخرين بحماية، ظاهرها دعمنا لإحداث التغيير، وباطنها عودة غير مكلفة للاستعمار الجديد.
نحن ـ العرب ـ نرحل اليوم بعيداً في عمر الزمن، محملين بأوزار الانتماء ومكتفين بالإبقاء على الحد الأدنى من أحلام أجهضتها الوقائع لدرجة فقدان الأوطان والانتماء والجغرافيا.. وحتى الجامع على مستوى المبادئ والقناعات المشتركة بما فيها ذات الطابع الإيماني.. إنه فقدان الحرب السابق كما هو الأمر بالنسبة للعراق وسوريا واليمن وليبيا، وهناك فقد السلم اللاحق على النحو الذي نراه اليوم في السودان، حيث الصراع على أشده بين ثقافتين، وجغرافيتين، وأعراق شتى جمعها الفضاء الجغرافي، وأعطاها منحة العيش المسالم، فغدت ثرية بغنى الثقافة المتراكمة للأجيال.. تحكم فيها الوعي بأهمية الحياة والوجود أكثر من سيطرة الهوية، وعلى الرغم من أن أطروحات كثيرة اليوم في السودان تهيئ لشعبه من أمره رشداً تجمعها «السُّودانويَّة»، وأيضاً على الرغم من صراع الانتماءات العرقية الظاهرة والخفية إلا أن السودانيين ـ لا يعانون من أزمة هوية ـ بقدر الذي يعانيه إخوانهم العرب بما في ذلك الذين نشؤوا في المركز، سواء كانوا ممن هم من نسل العرب الفاتحين أومن المخلفين من«الأعراب».
الحديث عن السودان وله ولأجله لن يكون بعد اليوم نجوى بين اثنين أو ثلاثة، ولا هو حديث خاص بالنخبة السودانية الرافضة للعروبة أو المنتمية والداعية لها، كما لا يمكن قبوله باعتباره حالة من العداء للانتماء الجغرافي أو العرقي أو حتى الديني، وإنما هو حديثنا جميعاً في مسعى واعٍ إلى فهم السودانيين، واحترام اختياراتهم، حتى لا نفقد السودان سلماً كما فقدنا دولاً أخرى حرباً.. والبداية تكون من الفرح الكامل ـ بحذر بفعلهم السياسي، وإبعادهم عن خلافاتنا العربية الظاهرة والخفية.
لقد استهوانا التغيير، لأننا جئناه محملين بمطامع ومطامح، غير عابئين في بداية الأمر بالتكلفة، حتى إذا ما زيَّنت لنا أنفسنا أعمالنا، وظننا أننا قادرون على التحكم في مسار الأحداث، أتانا أمر الآخرين بحماية، ظاهرها دعمنا لإحداث التغيير، وباطنها عودة غير مكلفة للاستعمار الجديد.
نحن ـ العرب ـ نرحل اليوم بعيداً في عمر الزمن، محملين بأوزار الانتماء ومكتفين بالإبقاء على الحد الأدنى من أحلام أجهضتها الوقائع لدرجة فقدان الأوطان والانتماء والجغرافيا.. وحتى الجامع على مستوى المبادئ والقناعات المشتركة بما فيها ذات الطابع الإيماني.. إنه فقدان الحرب السابق كما هو الأمر بالنسبة للعراق وسوريا واليمن وليبيا، وهناك فقد السلم اللاحق على النحو الذي نراه اليوم في السودان، حيث الصراع على أشده بين ثقافتين، وجغرافيتين، وأعراق شتى جمعها الفضاء الجغرافي، وأعطاها منحة العيش المسالم، فغدت ثرية بغنى الثقافة المتراكمة للأجيال.. تحكم فيها الوعي بأهمية الحياة والوجود أكثر من سيطرة الهوية، وعلى الرغم من أن أطروحات كثيرة اليوم في السودان تهيئ لشعبه من أمره رشداً تجمعها «السُّودانويَّة»، وأيضاً على الرغم من صراع الانتماءات العرقية الظاهرة والخفية إلا أن السودانيين ـ لا يعانون من أزمة هوية ـ بقدر الذي يعانيه إخوانهم العرب بما في ذلك الذين نشؤوا في المركز، سواء كانوا ممن هم من نسل العرب الفاتحين أومن المخلفين من«الأعراب».