باحث في المستقبليات ــ الجزائر
تنامي مشاعر العداء ضد فرانكوفونية في أفريقيا.. هل هو نتيجة تبدل في طبيعة النخبة في القارة السمراء أم تراجع للسياسة الخارجية الفرنسية مقابل تنامي دور قوى دولية كبرى خاصة الصين والولايات المتحدة الأمريكية؟
لقد رفع الجمعة الماضية عشرات الآلاف من الماليين في مظاهرات ضخمة لم يَعرف لها البلد مثيلاً منذ استعادة الاستقلال، لافتات لا تحمل فقط مطالب برحيل رموز النظام الحاكم، بل برحيل فرنسا أيضاً.
وكتب المتظاهرون شعارات من نوع: «ارحلي يا فرنسا»، و«تسقط فرنسا وعملاؤها»، و«فرنسا تقتل الماليين بطائراتها دون طيّارَ»، إضافة لتلك الموجَّهة مباشرة ضد الوزير الأول ورئيس البلاد، وإن كُتِبت كل هذه الشعارات باللغة الفرنسية، فإن دلالاتها تؤكد بلا ما يدع مجالاً للشك أن تَحولاًّ عميقاً حدث في موقف النخبة المالية التي تعلّمت بهذه اللغة.
وكان قد حدث السيناريو ذاته في الجزائر قبل أسابيع من هذا، واعتُبر سابقة في تاريخ العلاقة بين البلدين، باعتبار حساسية الموقف بهذا الشأن الثقافي ذي الطابع السياسي، خصوصاً أن الجزائر هي البلد الوحيد الذي يستخدم الفرنسية أكثر من غيره، ولكنه يرفض أن يكون عضواً في المنظمة الفرانكوفونية..
وقبل الجزائر كانت رواندا التي قررت منذ سنة 2003 استبدال اللغة الفرنسية باللغة الإنجليزية كلغة رسمية ولغة تدريس، ولم تتراجع عن ذلك رغم كل الإغراءات، التي تم تقديمها لها ومن بينها أن تترأس منظمة الفرانكوفونية العالمية.
ويحدث حراك مشابه في الدول الـ 14 التابعة لمنطقة الفرنك الأفريقي، التي ما زالت تربطها اتفاقيات مالية مع فرنسا تسمح لها بالتدخل في تسيير ميزانيتها عن طريق البنك المركزي الفرنسي، مما يدل على أن الأمر تحول من ظاهرة إلى اتجاه، يُتوَقَّع أن يتصاعد في السنوات المقبلة، ويُبين أكثر من ذلك حقيقة لا مجال لنكرانها، أن هناك تَبَدُّلاً في قناعات النخبة الجديدة في أفريقيا، التي أصبحت تُفضِّل البرغماتية في التعامل الدولي مع القوى الكبرى والقوى الصاعدة، بدل استمرار الولاء لمُستعمِر الأمس الذي لم يتمكن من تجديد سياسته الخارجية، فبات قاب قوسين أو أدنى من خسارة كل ما جناه من مرحلتي الاستعمار، وما بعد الاستعمار..
لقد رفع الجمعة الماضية عشرات الآلاف من الماليين في مظاهرات ضخمة لم يَعرف لها البلد مثيلاً منذ استعادة الاستقلال، لافتات لا تحمل فقط مطالب برحيل رموز النظام الحاكم، بل برحيل فرنسا أيضاً.
وكتب المتظاهرون شعارات من نوع: «ارحلي يا فرنسا»، و«تسقط فرنسا وعملاؤها»، و«فرنسا تقتل الماليين بطائراتها دون طيّارَ»، إضافة لتلك الموجَّهة مباشرة ضد الوزير الأول ورئيس البلاد، وإن كُتِبت كل هذه الشعارات باللغة الفرنسية، فإن دلالاتها تؤكد بلا ما يدع مجالاً للشك أن تَحولاًّ عميقاً حدث في موقف النخبة المالية التي تعلّمت بهذه اللغة.
وقبل الجزائر كانت رواندا التي قررت منذ سنة 2003 استبدال اللغة الفرنسية باللغة الإنجليزية كلغة رسمية ولغة تدريس، ولم تتراجع عن ذلك رغم كل الإغراءات، التي تم تقديمها لها ومن بينها أن تترأس منظمة الفرانكوفونية العالمية.
ويحدث حراك مشابه في الدول الـ 14 التابعة لمنطقة الفرنك الأفريقي، التي ما زالت تربطها اتفاقيات مالية مع فرنسا تسمح لها بالتدخل في تسيير ميزانيتها عن طريق البنك المركزي الفرنسي، مما يدل على أن الأمر تحول من ظاهرة إلى اتجاه، يُتوَقَّع أن يتصاعد في السنوات المقبلة، ويُبين أكثر من ذلك حقيقة لا مجال لنكرانها، أن هناك تَبَدُّلاً في قناعات النخبة الجديدة في أفريقيا، التي أصبحت تُفضِّل البرغماتية في التعامل الدولي مع القوى الكبرى والقوى الصاعدة، بدل استمرار الولاء لمُستعمِر الأمس الذي لم يتمكن من تجديد سياسته الخارجية، فبات قاب قوسين أو أدنى من خسارة كل ما جناه من مرحلتي الاستعمار، وما بعد الاستعمار..