باحث في الحوكمة والتنمية ــ السودان
التنمية هي الزيادة بفعل تخطيط واعٍ ومقصود .. موجّهة لتحقيق أهداف مرسومةيسعنا أن نقول، باختصار شديد، إن مشكلتنا في مناطق العالم النامية عموما مشكلة تنمية بشرية، فجميع الهزات السياسية والاقتصادية والثقافية التي نعيشها، وحالة انعدام الرضا واتساع الاحتقانات بين الحكّام والمحكومين، إنما ترجع إلى أن التنمية الحقة ليست النتيجة الملموسة لمحصّلة تجسيدات النُظُم السائدة. ورغم أن مؤشرات التنمية البشرية الرسمية (HDI) ليست معياراً متكاملاً لوجود تنمية حقيقية في أي بلد إلا أن هنالك علاقة قوية واضحة بين تلك المؤشرات، وبين مستوى الاستقرار السياسي ومقبوليّة الحياة العامة في ذلك البلد.
التنمية، في اللغة، تعني الزيادة، في الكم والكيف، وفي الاصطلاح تعني الزيادة بفعل تخطيط واعٍ ومقصود، أي زيادة موجّهة لتحقيق أهداف مرسومة.. تأتي بعد ذلك تفريعات على مصطلح التنمية، مثل التنمية الاقتصادية، والاجتماعية، والبيئية والصناعية، إلخ، لكن أغراض جميع مسارات التنمية الجادة التي يتخذها البشر إنما هي من أجل البشر أنفسهم.
لذلك قلنا إن الطموح الأساسي هو التنمية البشرية، ونعني بها زيادة الفائدة المادية والمعنوية للبشر (بما يعني ضمنياً نقص المنغصات كذلك) عبر تخطيط وتنفيذ مدروس وقابل للتقييم الموضوعي.
بعد أن استعرضنا سابقاً كيف أن التكنولوجيا «سلطة خامسة» في مجتمعاتنا المعاصرة، وكيف أن النظُم التكنوجتماعية قوام حياتنا في هذه المجتمعات، بقي أن نسوق المسألة لربطها بالطموح الأساسي للمجتمعات؛ خصوصاً في البلدان النامية.
نقول إذن إن علاقة المجتمع بالتكنولوجيا أحد أقوى مؤشرات التنمية. تلك العلاقة تتجسد في مؤشرات مستوى المعرفة الموضوعية والإثراء الثقافي ودرجات وأنواع الابتكارات التكنولوجية التي تتخلّق في أي مجتمع بعينه؛ كما تتجسد في مؤشرات مستوى وكيفية تبنّي نواتج التكنولوجيا الوافدة من مجتمعات أخرى.
ورغم هذه الصلة القوية بين التكنولوجيا والتنمية نجد عموماً أن هذا الموضوع أقل المواضيع لفتاً للانتباه النقدي عند شعوب المناطق النامية، وما نعنيه بالانتباه النقدي إدراج القضية في فحص ظواهر الاجتماع والاقتصاد والسياسة والثقافة والبيئة، لا القبول بوجودها مع انعزالها في المعامل الأكاديمية التجريبية وورشات المصانع وشركات الهندسة.. إلخ، وقلة الانتباه هذه ذاتها مؤشر سلبي على ضعف الإنجاز والوعي بقضايا ومقاصد مسيرة التنمية البشرية في تلك المناطق. نحتاج للمزيد من الانتباه لهذا الموضوع، كي نتعمّق أكثر ونرسّخ عمليات توظيف التكنولوجيا وتوطينها في سبيل حياة أكثر عدالة وأكثر سعة للجميع.
التنمية، في اللغة، تعني الزيادة، في الكم والكيف، وفي الاصطلاح تعني الزيادة بفعل تخطيط واعٍ ومقصود، أي زيادة موجّهة لتحقيق أهداف مرسومة.. تأتي بعد ذلك تفريعات على مصطلح التنمية، مثل التنمية الاقتصادية، والاجتماعية، والبيئية والصناعية، إلخ، لكن أغراض جميع مسارات التنمية الجادة التي يتخذها البشر إنما هي من أجل البشر أنفسهم.
لذلك قلنا إن الطموح الأساسي هو التنمية البشرية، ونعني بها زيادة الفائدة المادية والمعنوية للبشر (بما يعني ضمنياً نقص المنغصات كذلك) عبر تخطيط وتنفيذ مدروس وقابل للتقييم الموضوعي.
نقول إذن إن علاقة المجتمع بالتكنولوجيا أحد أقوى مؤشرات التنمية. تلك العلاقة تتجسد في مؤشرات مستوى المعرفة الموضوعية والإثراء الثقافي ودرجات وأنواع الابتكارات التكنولوجية التي تتخلّق في أي مجتمع بعينه؛ كما تتجسد في مؤشرات مستوى وكيفية تبنّي نواتج التكنولوجيا الوافدة من مجتمعات أخرى.
ورغم هذه الصلة القوية بين التكنولوجيا والتنمية نجد عموماً أن هذا الموضوع أقل المواضيع لفتاً للانتباه النقدي عند شعوب المناطق النامية، وما نعنيه بالانتباه النقدي إدراج القضية في فحص ظواهر الاجتماع والاقتصاد والسياسة والثقافة والبيئة، لا القبول بوجودها مع انعزالها في المعامل الأكاديمية التجريبية وورشات المصانع وشركات الهندسة.. إلخ، وقلة الانتباه هذه ذاتها مؤشر سلبي على ضعف الإنجاز والوعي بقضايا ومقاصد مسيرة التنمية البشرية في تلك المناطق. نحتاج للمزيد من الانتباه لهذا الموضوع، كي نتعمّق أكثر ونرسّخ عمليات توظيف التكنولوجيا وتوطينها في سبيل حياة أكثر عدالة وأكثر سعة للجميع.