تحقيق: سلمى العالم ـ دبي، مروة السنهوري ـ الشارقة

تكتظ الساحة الثقافية المحلية بأنشطة تتنافس المؤسسات المعنية على إعلان برامجها المتنوعة، لتشكل مشهداً ثرياً، وخيارات متنوعة للجمهور على اختلاف أذواقه وشرائحه.. لكن في المقابل يجد الجمهور نفسه مضطراً إلى افتقاد بعضها، بسبب تزامن توقيتات أنشطة، يتكرر جانب منها أيضاً، في ظل غياب التنسيق بين جهات تنظيمها.ويشكل هذا الواقع حالة إرباك ملحوظة للجمهور تجعلهم في حيرة لتحديد الوجهة المثلى لمتابعتهم والاستمتاع بمضمونها وما تتضمنه من عروض وأنشطة.

ويرى مسؤولون ومثقفون أن تزامن المواسم الثقافية ظاهرة مربكة للزوار، تجعل خياراتهم محدودة من حيث الحضور والمتابعة الحثيثة للأنشطة، ما يحرمهم من فرصة المشاركة، مطالبين وزارة الثقافة وتنمية المعرفة بإنشاء مجلس ثقافي يمثل جميع المؤسسات والهيئات لتنسيق أوقات تنظيم الفعاليات على مدار العام.

في المقابل، اعتبر آخرون تزامن المواسم والتظاهرات الثقافية ظاهرة صحية وتصب في مصلحة المتلقين من المثقفين ومتذوقي الفنون والإبداع، ما يفتح أمامهم مجال الاختيار واسعاً بين طيف واسع من الفعاليات المتنوعة.

* ظاهرة صحية

اعتبر المدير العام لهيئة دبي للثقافة والفنون بالإنابة سعيد محمد النابودة ازدحام أجندة الفعاليات الثقافية ظاهرة صحية، في دولة تحتضن فعاليات الفن والثقافة والأدب والتراث على مدار العام، إلا أن التنسيق الموجود حالياً يصبو إلى وضع أجندة ثقافية سنوية على مستوى الدولة، لكنها تحتاج إلى خطط واضحة وتوسيع البنية التحتية ووضع الأجندة العامة للاتفاق على المواسم الرئيسة.

* تنوع وثراء

أخبار ذات صلة

تدريس إدارة الأموال لتلاميذ الابتدائية في بريطانيا
النحت بقش الأرز.. مهرجان سنوي للفنون من مخلفات الزراعة باليابان


بدوره، ذكر المدير التنفيذي لمؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة جمال بن حويرب أن تنوع وكثرة الفعاليات الثقافية والمعرفية ثراء تعتز به الإمارات، ويتيح للجمهور مساحةً أكبر ويفتح لهم أبواباً لخيارات معرفية وثقافية أرحب، في ظل ما يتم تنظيمه من فعاليات ومعارض ومهرجانات ثقافية ومعرفية في دبي وعلى مستوى الدولة.

* خطط بديلة

وترى مؤسسة مهرجان طيران الإمارات للآداب إيزابيل أبوالهول أن المشهد الثقافي الإماراتي يتطور يومياً، متضمناً الجوانب الفنية والأدبية والموسيقية والشعرية والتشكيلية والسينمائية والمسرحية، ولكن القليل منها يقام بشكل منتظم ومنظم.

وأشارت أبوالهول إلى أن تسارع إيقاع الحياة وانشغال الجمهور أبرز التحديات التي تعترض المشهد الثقافي، مشددة على ضرورة تخصيص وقت معين للمشاركة في الأنشطة الثقافية لتلافي التزامن.

* تنسيق مسبق

وقال مسؤول الاتصال الحكومي في دائرة الثقافة بالشارقة خالد مسلط إن الدائرة تقر أجندتها الثقافية الخاصة بالمهرجانات والملتقيات كل عام بالتنسيق المسبق مع الجهات الأخرى، بحيث لا يتصادم حدث تنظمه الدائرة مع أي فعالية أو منشط آخر يقام في التوقيت نفسه.

* خريطة فعاليات

أما مدير ومؤسس مهرجان الشارقة للموسيقى العالمية فرات قدوري، فرأى أن كل مهرجان وأنشطة ثقافية تنظم في الشارقة تحمل مضموناً مختلفاً عن غيرها، إذ تنطلق على ضوء توجيهات عليا تتابع عن كثب الخريطة الكلية للفعاليات ودورها في رفد المحصلة الثقافية النهائية للإمارة.

* محتوى مكرر

رئيس معهد الشارقة للتراث الدكتور عبدالعزيز المسلم رأى أن كثرة الفعاليات الثقافية وتزامنها يحتمل جانبين سلبياً وإيجابياً، فقد يسود كثرتها تكراراً وتشابهاً في المحتوى الثقافي المقدم للجمهور، ومن الناحية الإيجابية تعتبر حالة صحية تتيح للمتلقي فرصاً أكثر لمتابعة ما يحلو له في مختلف أرجاء الإمارات.

وطالب بالتنسيق على المستوى الاتحادي ووضع الأسس والمعايير التي تضبط تنسيق وتنظيم الأجندة الثقافية، مشدداً على دور وزارة الثقافة وتنمية المعرفة في هذه المهمة كي تتوحد الجهود لمصلحة الفعالية والمتلقي في آن واحد.

* تأسيس مجلس ثقافي

في المقابل، شدد رئيس اللجنة الإدارية لاتحاد كتاب وأدباء الإمارات بأبوظبي سابقاً الشاعر سالم بوجمهور على ضرورة تأسيس مجلس ثقافي عام يمثل جميع المؤسسات والهيئات الثقافية والفنية، لينسق أوقات تنظيم الفعاليات على مدار العام.

* أوقات متباينة

رئيسة اتحاد كتاب وأدباء الإمارات برأس الخيمة فاطمة المعمري ألقت باللوم على وزارة الثقافة وتنمية المعرفة، باعتبارها رأس الهرم الثقافي في الدولة، والمخولة بتنظيم وتنسيق الفعاليات في أوقات متباينة بجميع إمارات الدولة، مطالبة بأن تأخذ أجندة التظاهرات الرئيسة بعين الاعتبار الفعاليات المهمة لتجنب تضارب المواعيد.

* تنسيق غائب

ويرى الباحث سعيد حمدان الطنيجي أن المؤسسات الخاصة المعنية بالشأن الثقافي، أصبحت شريكاً حيوياً وفاعلاً، يجب استيعاب زخم نتاجه، في صياغة خارطة واضحة للفعاليات الثقافية، بعيداً عن واقع تضارب الفعاليات الحالي، الذي يبدد جهود المؤسسات، معتبراً وزارة الثقافة وتنمية المعرفة الجهة المنوطة بهذا التنسيق الغائب.