مها الشريف

لا شك أن المفهوم الاستراتيجي للاتصال الإعلامي يلبي حاجة القوة الفكرية للمشهد الثقافي وحضور الدول تقنياً في عدة ميادين، من خلال الأنشطة ذات الأهداف المحلية، ومنها إلى البيئة العالمية ذات الأهداف العميقة، والمساهمة الفعالة مع كافة الجهات الحكومية والخاصة بتغطية الأحداث التي تتميز في المقام الأول بالثقة في ظل وجود عالم يفترض أن يكون معقولاً ومألوفاً.

لذلك فإن مفهوم التخطيط الاستراتيجي للإعلام اتخذ مكاناً ملحوظاً في جميع التعاملات ورسم خريطة الثقافات السياسية والاقتصادية والاجتماعية، واعتمد بالدرجة الأولى على قراءة العالم من خلال وسائل الإعلام التقليدية والرقمية التي تُعدّ من أحدث الوسائل في العالم، وتجمعُ بين الصّفات المكتوبة والمسموعة والمرئيّة والإلكترونيّة، حيثُ يُمكن للشّخص أن يتصفّح المواقع المُختلفة بكل سهولة، ومن الجدير بالذّكر أنّ شبكة الإنترنت ثورة كبيرة في عالم الإعلام والاتّصال نتيجةً لانتشاره الكبير في الفضاء الفسيح، ومن خلاله تم ربط العالم ببعضه ممثلاً في وسائله المختلفة، حيث يدفع إلى تبادل الثقافات والأفكار وربط الأفراد والجماعات.

وبهذه القوة الاستراتيجية الإعلامية في دولة الإمارات تمنح المصالح الوطنية تطوراً زمنياً وقراءة الصور التي تعكس نهضة وتقدم الدولة، وتأثيرها الإيجابي في الفكرة الأساسية للتطور وتحقيق قدرات تنافسية إعلامية عالمية، كما أكد صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، بأن الإعلام شريك مسؤول في صناعة مستقبل أفضل للإنسان وتشكيل الفكر المستقبلي للشعوب، وداعم رئيس لمسيرة التنمية العالمية.

وأشاد سموه، خلال تفقده المركز الإعلامي للقمة العالمية للحكومات 2019، ومركز التواصل الاجتماعي وغرف عمليات الفريق المنظّم لأعمال وفعاليات القمة، بجهود الإعلاميين وعملهم الدؤوب لنشر المعرفة، ودورهم في نقل توجهات وأهداف القمة لتحقيق الأداء الأفضل لحكومات العالم.

من بين كل المقاربات التي تستحوذ على اهتمام الإنسان، هي صناعة الإعلام بمستوياتها التقنية، والذي يعد ثالث أكبر صناعة في العالم بعد صناعة الأسلحة والمواد الكيماوية، ويظل مرتبة أعلى من الهدف الرئيس باستجلاء المواقف والإسهامات المتنوعة وكيفية التعامل مع المستجدات، وهذه الصناعة هي التي تقوم على صياغة الاقتصاد والسياسة والدين وثقافة المجتمع ثم تعيد تصديرها إلى العالم بوصفها سلسلة من الرغبة الأساسية التي تعبر عن استثمار المعرفة في عالم متغير من منتجات ثقافية وأطر مختلفة من ثورة معلوماتية في شتى المجالات.

m.shareef@alroeya.com

أخبار ذات صلة

جمود أم انكماش كلي؟.. العالم يدفع ثمن الركود القصير أثناء الجائحة
هل أخطأ جيروم باول؟