حملت رسالة من الراحل محمد عبدالله أمين السر العام لمسرح الشارقة الوطني وأمين مكتبة المسرح آنذاك، متوجهاً إلى مركز التراث الشعبي لدول الخليج العربية، للانخراط بالدورة التدريبية الأولى لجمع مادة المأثور الشعبي.
كان ذلك في ديسمبر من عام 1985 كنت يومها في الـ 19 من عمري، تجربتي حديثة جداً، والأبجديات الأولية كنت قد استقيتها من الدكتور يوسف عيدابي، الذي غرس البذرة الأولى لدي في العمل الميداني بالتراث، وكان ذلك عام 1983 عندما كلفني عيدابي شخصياً باسم الدائرة الثقافية للالتقاء بالرعيل الأول من الشعراء الشعبيين في الإمارات، وجمع سيرهم الذاتية ونماذج من أشعارهم.
فمن ذلك الذي حملت له الرسالة، إنه الشاعر والكاتب البحريني علي عبد الله خليفة، الذي يشغل حالياً عدداً من المناصب و التكليفات المهمة، منها أنه رئيس المنظمة الدولية للفن الشعبي، مدير إدارة البحوث الثقافية بالديوان الملكي بمملكة البحرين، رئيس تحرير مجلة «الثقافة الشعبية»، أمين عام جائزة عيسى لخدمة الإنسانية.
علي عبدالله خليفة هو الرجل الثاني الذي أسهم في تأسيسي شخصياً وتأسيس عدد من الباحثين في التراث في الخليج، أولاً لكونه واضع فكرة تأسيس مركز التراث الشعبي لدول الخليج العربية، ثم لأنه أوجد مناخاً مميزاً لدراسة التراث واستقطب خيرة الأساتذة والخبراء الذين تمكنوا من إيصال ذلك العلم والشغف للطلاب.
لقد عرفت علي عبدالله خليفة شاعراً قبل أن أراه للمرة الأولى في مركز التراث الخليجي، من خلال دواوينه في مكتبة مسرح الشارقة الوطني، وهي أنين الصواري وعطش النخيل وعصافير المسا.
ثم عرفته عاشقاً للتراث في مركز التراث، لكنه ليس عاشقاً عادياً، بل عاشقاً بانياً مناضلاً، يصنع الكفاءات ويطارد الفرص، فإن ما يبثه أبو فهد في العطشى من محبي التراث الشيء الكثير، وما يقدمه أنموذج متفرد.
ناره متقدة دائماً، كأنها نار حاتم الطائي التي لا تنطفئ كي لا يقال إن حاتماً ليس كريماً، أو كي لا يقال إن نار الكرام انطفأت، هكذا هو دائماً، في سعيه وتخطيطه وحركته الدؤوبة التي لا تهدأ، يمكن أن تقدر عمره من عمله فقط لا من تاريخ ميلاده، إذا فهو شاب من الزمن الجميل، قابض على قيم الأمس متوجه إلى المستقبل في حكمة وعجل.
في محاضرة جميلة له حضرتها قبل أيام في البحرين، عرفت للمرة الأولى أنه كان دليلاً للبروفيسور الدانماركي بول روفسنغ أولسن أستاذ علم موسيقى الشعوب في جولته الميدانية لجمع الموسيقى الشعبية في البحرين 1963 وهو لم يزل طالباً في المرحلة الثانوية.
ثم رافق البروفيسور السويسري سايمون جارجي في بحثه الميداني لجمع نصوص الأغاني الشعبية في البحرين عام 1966.
a.musallam@alroeya.com
كان ذلك في ديسمبر من عام 1985 كنت يومها في الـ 19 من عمري، تجربتي حديثة جداً، والأبجديات الأولية كنت قد استقيتها من الدكتور يوسف عيدابي، الذي غرس البذرة الأولى لدي في العمل الميداني بالتراث، وكان ذلك عام 1983 عندما كلفني عيدابي شخصياً باسم الدائرة الثقافية للالتقاء بالرعيل الأول من الشعراء الشعبيين في الإمارات، وجمع سيرهم الذاتية ونماذج من أشعارهم.
فمن ذلك الذي حملت له الرسالة، إنه الشاعر والكاتب البحريني علي عبد الله خليفة، الذي يشغل حالياً عدداً من المناصب و التكليفات المهمة، منها أنه رئيس المنظمة الدولية للفن الشعبي، مدير إدارة البحوث الثقافية بالديوان الملكي بمملكة البحرين، رئيس تحرير مجلة «الثقافة الشعبية»، أمين عام جائزة عيسى لخدمة الإنسانية.
لقد عرفت علي عبدالله خليفة شاعراً قبل أن أراه للمرة الأولى في مركز التراث الخليجي، من خلال دواوينه في مكتبة مسرح الشارقة الوطني، وهي أنين الصواري وعطش النخيل وعصافير المسا.
ثم عرفته عاشقاً للتراث في مركز التراث، لكنه ليس عاشقاً عادياً، بل عاشقاً بانياً مناضلاً، يصنع الكفاءات ويطارد الفرص، فإن ما يبثه أبو فهد في العطشى من محبي التراث الشيء الكثير، وما يقدمه أنموذج متفرد.
ناره متقدة دائماً، كأنها نار حاتم الطائي التي لا تنطفئ كي لا يقال إن حاتماً ليس كريماً، أو كي لا يقال إن نار الكرام انطفأت، هكذا هو دائماً، في سعيه وتخطيطه وحركته الدؤوبة التي لا تهدأ، يمكن أن تقدر عمره من عمله فقط لا من تاريخ ميلاده، إذا فهو شاب من الزمن الجميل، قابض على قيم الأمس متوجه إلى المستقبل في حكمة وعجل.
في محاضرة جميلة له حضرتها قبل أيام في البحرين، عرفت للمرة الأولى أنه كان دليلاً للبروفيسور الدانماركي بول روفسنغ أولسن أستاذ علم موسيقى الشعوب في جولته الميدانية لجمع الموسيقى الشعبية في البحرين 1963 وهو لم يزل طالباً في المرحلة الثانوية.
ثم رافق البروفيسور السويسري سايمون جارجي في بحثه الميداني لجمع نصوص الأغاني الشعبية في البحرين عام 1966.
a.musallam@alroeya.com