بدأت إجازة منتصف العام الدراسي، أو إجازة الربيع، فلا يكاد أن يلتقط الآباء أنفاسهم، بعد موسم امتحانات ساخن، و«اتبّرج اعيونهم» قليلاً، حتى يجدوا أنفسهم في ربكة ثانية، هي الإجازة المدرسية.
فعلى الرغم من تقليص إجازة منتصف العام إلى الشهر، خلاف العام المنصرم، إلاّ أنّ الأسابيع الأربعة، تبقى عبئاً نفسياً ومادياً على شريحة كبيرة من أولياء الأمور، خصوصاً من لديهم أبناء من المراحل الدراسية الابتدائية فما فوق، لأنها فئات من الصعب إرضاؤها أو السيطرة على مزاجها!
تحدث الربكة، ويستشيط أغلب الآباء غيظاً ويرغون ويزبدون، حينما يجدون أنفسهم عاجزين عن الإيفاء بالتزاماتهم الأبوية تجاه أبنائهم في خلال فترة العطل، فيجدون أنفسهم مقيدين وفق أمزجة أبنائهم، و«الذي يزيد الطين بلّة»، حينما يكون الأبوان لا يملكان «خطة مشتركة» واضحة لكيفية الاستمتاع بالإجازة المدرسية مع أبنائهما دون أن يشعرا بثقلها عليهم.
غياب التخطيط، واعتياد قضاء العطلات وفق عشوائية، حقيقة، يعد من الأمور التي تجعل الآباء يتطيرون من فكرة الإجازات، حينما يعتاد الأبناء على الخروج بشكل يومي صباح مساء طيلة فترة الإجازة، مما يسبب الكثير من الضغط النفسي والمادي على الأبوين في هذه الفترة.
إجازة منتصف العام الدراسي، تصادف اعتدال الطقس داخل الدولة، وكثير من الأسر تفضل قضاءها في الإمارات، وعادة ما تتوافر العديد من الفعاليات الترفيهية والتراثية والمهرجانات والعروض السياحية على امتداد مناطق الدولة، عدا أن إمارات الدولة كافة أصبحت تزخر بالمناطق بالمشاريع الترفيهية العائلية الجاذبة، ولكن..
تبقى لكل أسرة «ميزانيتها»، ولا يمكن، وبأي حال من الأحوال، النزول عند طلب الأبناء في قضاء إجازتهم المدرسية بين مولات وألعاب ومطاعم إلى حين استئناف موعد الدراسة.
والمطلوب وضع جدول منظم، لبرنامج الإجازة، على أن يتم تنسيق كل أسبوع على حِدة مع استشارة الأبناء في الوجهات الداخلية المفضلة لديهم والفعاليات التي يحبذونها، وعلى ضوء رغباتهم المشتركة يتم تحديد كيفية استغلال أوقاتهم بلا إفراط ولا تفريط، مع الأخذ بعين الاعتبار، أن يكون للقاء العائلي والنشاط المنزلي حصة من زمن الإجازة.
إضافة إلى ذلك، هناك برامج ترفيهية قيمة، تقام في عدد من المدارس النموذجية في إمارة أبوظبي في الفترة المسائية، والتي باتت تعرف بــ «المدارس المجتمعية»، يمكن من خلال تلك الفعاليات مشاركة الأبناء آباءهم وسكان المنطقة معظم الأنشطة داخل المدرسة.
الخطوة رائعة بكل المقاييس، وتعزز من حضور ومكانة وأدوار المدرسة في نفوس الطلبة، آملين تعميم فكرة «المدارس المجتمعية» على نطاق أوسع سواء على مستوى العاصمة أوعلى مستوى إمارات الدولة، لجذب الطالب للبيئة المدرسية وإشراك الآباء في ممارسة أنشطة ترفيهية ورياضية وثقافية بمعية أبنائهم.
الإجازة المدرسية، همّ يحمله الكثير من الآباء من قبل أن تحل حتى انقضائها، فما بين مخاوفهم من تأثير الفراغ على أبنائهم ومغبة انزلاقهم إلى ما لا يحمد عقباه، وما بين قلقهم في حال تركهم يقضون أوقات الإجازة على ما يريدون، وما بين ضغط الوقت وضغط الأعصاب، وما بين ضغط ميزانية الإجازة ومقتضياتها، وما بين شعورهم بالتقصير، تبقى عبئاً حقيقياً ما لم يعتمد الأبوان لها برنامجاً تنسيقياً وبميزانية محددة، ليدرؤوا عنهم «صدعة الرأس»، و«المغثة» والإفلاس المبكر!
f.lami@alroeya.com
فعلى الرغم من تقليص إجازة منتصف العام إلى الشهر، خلاف العام المنصرم، إلاّ أنّ الأسابيع الأربعة، تبقى عبئاً نفسياً ومادياً على شريحة كبيرة من أولياء الأمور، خصوصاً من لديهم أبناء من المراحل الدراسية الابتدائية فما فوق، لأنها فئات من الصعب إرضاؤها أو السيطرة على مزاجها!
تحدث الربكة، ويستشيط أغلب الآباء غيظاً ويرغون ويزبدون، حينما يجدون أنفسهم عاجزين عن الإيفاء بالتزاماتهم الأبوية تجاه أبنائهم في خلال فترة العطل، فيجدون أنفسهم مقيدين وفق أمزجة أبنائهم، و«الذي يزيد الطين بلّة»، حينما يكون الأبوان لا يملكان «خطة مشتركة» واضحة لكيفية الاستمتاع بالإجازة المدرسية مع أبنائهما دون أن يشعرا بثقلها عليهم.
إجازة منتصف العام الدراسي، تصادف اعتدال الطقس داخل الدولة، وكثير من الأسر تفضل قضاءها في الإمارات، وعادة ما تتوافر العديد من الفعاليات الترفيهية والتراثية والمهرجانات والعروض السياحية على امتداد مناطق الدولة، عدا أن إمارات الدولة كافة أصبحت تزخر بالمناطق بالمشاريع الترفيهية العائلية الجاذبة، ولكن..
تبقى لكل أسرة «ميزانيتها»، ولا يمكن، وبأي حال من الأحوال، النزول عند طلب الأبناء في قضاء إجازتهم المدرسية بين مولات وألعاب ومطاعم إلى حين استئناف موعد الدراسة.
والمطلوب وضع جدول منظم، لبرنامج الإجازة، على أن يتم تنسيق كل أسبوع على حِدة مع استشارة الأبناء في الوجهات الداخلية المفضلة لديهم والفعاليات التي يحبذونها، وعلى ضوء رغباتهم المشتركة يتم تحديد كيفية استغلال أوقاتهم بلا إفراط ولا تفريط، مع الأخذ بعين الاعتبار، أن يكون للقاء العائلي والنشاط المنزلي حصة من زمن الإجازة.
إضافة إلى ذلك، هناك برامج ترفيهية قيمة، تقام في عدد من المدارس النموذجية في إمارة أبوظبي في الفترة المسائية، والتي باتت تعرف بــ «المدارس المجتمعية»، يمكن من خلال تلك الفعاليات مشاركة الأبناء آباءهم وسكان المنطقة معظم الأنشطة داخل المدرسة.
الخطوة رائعة بكل المقاييس، وتعزز من حضور ومكانة وأدوار المدرسة في نفوس الطلبة، آملين تعميم فكرة «المدارس المجتمعية» على نطاق أوسع سواء على مستوى العاصمة أوعلى مستوى إمارات الدولة، لجذب الطالب للبيئة المدرسية وإشراك الآباء في ممارسة أنشطة ترفيهية ورياضية وثقافية بمعية أبنائهم.
الإجازة المدرسية، همّ يحمله الكثير من الآباء من قبل أن تحل حتى انقضائها، فما بين مخاوفهم من تأثير الفراغ على أبنائهم ومغبة انزلاقهم إلى ما لا يحمد عقباه، وما بين قلقهم في حال تركهم يقضون أوقات الإجازة على ما يريدون، وما بين ضغط الوقت وضغط الأعصاب، وما بين ضغط ميزانية الإجازة ومقتضياتها، وما بين شعورهم بالتقصير، تبقى عبئاً حقيقياً ما لم يعتمد الأبوان لها برنامجاً تنسيقياً وبميزانية محددة، ليدرؤوا عنهم «صدعة الرأس»، و«المغثة» والإفلاس المبكر!
f.lami@alroeya.com