عبدالله الصوري

تتباين الشخصيات بمهارات وعقليات تتمازج وتختلف، وقد تتباعد سمات الأجساد وتتعدد مستويات العقول والذكاء بين شدة وخفوت واعتدال، لكن تلك المتغيرات لا تمنع من تطويع أفكار وسبل تطور عقولنا وتنمي ذواتنا، فلا نتوهم ضعفنا وعدم قدرتنا على النجاح والتميز ونتهاون في رفع سقف طموحاتنا وآمالنا والتقليل من شأن أنفسنا، وننتظر تقمص أدوار عقول وأجساد شخصيات أخرى لا تمنحنا سوى الإهمال والتشتت والتشبث بالفراغ، وتلغي جهود استثمار طاقة التحدي والتفكير والنماء، ننظر إلى أشخاص هم في الواقع أجساد خاوية العقول والأخلاق، يهبون لنا التمني وحب الذات السلبي، وطول الأمل المفسد للوقت وتقدير النفس ونقاء الروح وصفاء الذهن.

حثتني تلك الكلمات على تدبر مشاهد أحد الأفلام التي تناولت قصة فتية وفتيات امتزجت حياتهم بواقع افتراضي أثناء عبثهم بلعبة إلكترونية أعطتهم أجساداً مختلفة ومهارات جديدة وشخصيات متباينة ليستطيعوا خوض غمار تحدي اللعبة في أماكن جديدة عليهم بخريطة تقودهم لوضع جوهرة في مكانها الصحيح ويستطيعون إنهاء اللعبة واستعادة شخصياتهم الحقيقية، فهي حكاية قادتني نحو تغيير مفهوم الرضا عن أنفسنا، لنجيب عن سؤال من نحن، وأين نحن، وماذا نريد أن نكون؟ ومعادلة حل هذه الأسئلة تأتي بأجوبة واحدة عندما تعلم من أنت وما هي مكامن قوتك الحقيقية وكفاءة عقلك في تجاوز الفشل والخسارة وتنمية مهارات الفوز والانتصار، فنحن لا نحتاج أجساداً أكثر قوة عندما نعلم حجمها وحتى ضعفها، بل نحتاج نفساً مطمئنة وعقلاً راضياً ينمي مهاراتنا بكفاءة واقتدار، ولا نحتاج شخصية أخرى نواري فيها الفشل والنجاح ولا عقلاً آخر متعدد المهارات، ولكن هناك مواطن في النفس تبصر الثقة وتكتشف المهارات الكامنة في ذات الذهن ومهد القلب.

فالتوهم بعدم قدرتنا على التميز ونشر التأثير الإيجابي في كل العقل والروح والجسد، هو الذي يكسد النجاح ويهدم المعنويات ويرصد السلبيات، فقط الثقة بالنفس هي المفتاح للطمأنينة وانتصار الذات.

أخبار ذات صلة

جمود أم انكماش كلي؟.. العالم يدفع ثمن الركود القصير أثناء الجائحة
هل أخطأ جيروم باول؟

a.alsoori@alroeya.com