أكثر الأشياء إرهاقاً للروح هو كتمان ما أنت بحاجة إلى قوله. وكلما زادت مدة الكتمان وحجم المشاعر المكبوت.. ازدادت الروح إرهاقاً وازداد الجسد معها تعباً ووهناً.
لذلك نحن بحاجة ماسة إلى الأقرباء والأصدقاء والأحبة لنبوح لهم بمقدار قُربهم منا .. وعند افتقادهم نبحث عن أي عابر لنبوح له، حتى إن التقينا به في عربة قطار، أو محطة سفر.
بعض البشر محظوظون بالمحيط الاجتماعي الذين يعيشون فيه، فهناك عشرات الأشخاص ممن لديهم استعداد للإنصات الصامت لهم، من دون مقاطعة، ومن دون مسارعة إلى إصدار الأحكام .. وهناك العكس تماماً .. من يجدون أنفسهم وحيدين دائماً، وكلما حاول أحدهم البوح لأحد .. جُوبه بالتجاهل، أو التسفيه والصد.
في رحلتي الأخيرة إلى دولة خليجية مجاورة، زارتني في صبيحة أحد الأيام قارئة في أواسط الثلاثين من العمر .. وأثناء فضفضتها الطويلة .. تشكل في ذهني سؤال كبير «لماذا تلجأ هذه الفتاة الثلاثينية إلى كاتب قادم من دولة أخرى .. لتبوح له بما لم تستطع البوح به لأبيها أو أمها أو شقيقها الأكبر؟».
اعتقد والله أعلم أن نمط الحياة المعاصرة التي نعيشها يركز كثيراً على المادة، ويغفل كثيراً عن الجوانب المعنوية الأكثر عمقاً .. وعندما يوفر الأب لأبنائه فيلا كبيرة وسيارات فارهة، ورصيداً في البنك يسحبون منه متى يشاؤون .. يظن في قرارة نفسه أنه قام بما عليه، وزيادة .. فيستغرق في عوالمه الخاصة، ولا يكترث عندما يغيب عنهم أسابيع وأشهراً.
لكنه لو اقترب منهم لساعات قليلة، وأنصت لهم باهتمام، وتركيز .. فسيكتشف أنهم بحاجة إلى من ينصت لهم، ويجمع شملهم، ويعزز العلاقة الأخوية بينهم، ويدعمهم بقربه واهتمامه .. أكثر من حاجتهم إلى أي شيء آخر .. والأمر نفسه ينطبق على الأمهات الغائبات!
a.noaimi@alroeya.com
لذلك نحن بحاجة ماسة إلى الأقرباء والأصدقاء والأحبة لنبوح لهم بمقدار قُربهم منا .. وعند افتقادهم نبحث عن أي عابر لنبوح له، حتى إن التقينا به في عربة قطار، أو محطة سفر.
بعض البشر محظوظون بالمحيط الاجتماعي الذين يعيشون فيه، فهناك عشرات الأشخاص ممن لديهم استعداد للإنصات الصامت لهم، من دون مقاطعة، ومن دون مسارعة إلى إصدار الأحكام .. وهناك العكس تماماً .. من يجدون أنفسهم وحيدين دائماً، وكلما حاول أحدهم البوح لأحد .. جُوبه بالتجاهل، أو التسفيه والصد.
اعتقد والله أعلم أن نمط الحياة المعاصرة التي نعيشها يركز كثيراً على المادة، ويغفل كثيراً عن الجوانب المعنوية الأكثر عمقاً .. وعندما يوفر الأب لأبنائه فيلا كبيرة وسيارات فارهة، ورصيداً في البنك يسحبون منه متى يشاؤون .. يظن في قرارة نفسه أنه قام بما عليه، وزيادة .. فيستغرق في عوالمه الخاصة، ولا يكترث عندما يغيب عنهم أسابيع وأشهراً.
لكنه لو اقترب منهم لساعات قليلة، وأنصت لهم باهتمام، وتركيز .. فسيكتشف أنهم بحاجة إلى من ينصت لهم، ويجمع شملهم، ويعزز العلاقة الأخوية بينهم، ويدعمهم بقربه واهتمامه .. أكثر من حاجتهم إلى أي شيء آخر .. والأمر نفسه ينطبق على الأمهات الغائبات!
a.noaimi@alroeya.com