الكون قائم على الاختلاف والتنوع، والإنسان جزء من المنظومة الكونية، فهو مكوّن قائم على التحول والتغيير والتطور، يؤثر ويتأثر بكل العوامل المحيطة به، من بيئة، وأفكار، ومؤثرات خارجية عدة منها القائم الدائم، والبعض الآخر خارجي طارئ، ويعتبر المجتمع الإماراتي من المجتمعات الحضارية الكوزموبلاتينية، التي استطاعت أن تجسد فكرة التعايش السلمي والسلم الاجتماعي مع جميع الجنسيات والشرائح المجتمعية على اختلاف مشاربها، من دون أن يفرّط في هويته وموروثه القيمي والأخلاقي وأعرافه الاجتماعية الأصيلة.
فلم يخالجنا، يوماً، في مجتمع إماراتي أي تخوف أو قلق من مغبة انصهار أو ذوبان ثقافتنا وموروثنا القيمي والاجتماعي في ظل هذا التنوع أو «الكوزموبلاتينية الاجتماعية»، طالما، كان، ومنذ بدايات التحول الحضاري في البلاد وعي مجتمعي عام وتوجه قيادي وعلى جميع المستويات، سواء من قبل مؤسسات المجتمع المدني أوالحكومي على أهمية إبراز موروثنا الاجتماعي بكل خصائصه وسماته والمحافظة عليه، وصونه من الطمس أو التشويه، وإحيائه في نفوس وذاكرة الناشئة كمعلومة وكسلوك باعتباره إرثاً إنسانياً وتاريخياً وطنياً لا يمكن التفريط به، بدءاً من المفردة المحلية إلى عاداتنا وتقاليدنا وأعرافنا الاجتماعية الراقية وزيّنا الوطني بكل تفاصيله وجماله، والكثير مما توارثناه من قيم اجتماعية وثقافية وأخلاقية وتربوية وقيمية أصيلة ذات خصوصية ضاربة في الجذور.
ولأننا لا نريد أن نكون من أولئك الذين يتوهجون حباً وعزاً وانتماءً لأوطانهم في مقامات، وفي مقامات أخرى نراهم من «المخالفين»؛ ممن «أضاعوا أولهم وتاليهم»، ونتوجّه إليهم بإشارة تنبيه، ونذكرّهم بأصالة أذواقنا وأعرافنا الاجتماعية، لعلّهم يتداركون بعض سلوكياتهم، التي لا تستقيم مع أي عرف اجتماعي أو أي بروتوكول ذوقي في العالم، ويحتاجون إلى من يعرّفهم بأبجديات «السنع» من جديد!
فهنالك فقاعة سلوكية، لدى بعض الوسط النسائي، بدت تأخذ طريقها للتطبيع اجتماعياً، بلا حذر، وأنا واحدة ممن تعثروا بإحداها قبل سنوات في أحد مجالس العزاء النسائية، المشهد أربكني، وأشفقت يومها، على الأم المكلومة بفقد ولدها الشاب، وهي تتلقى واجب العزاء من إحداهن وهي تتخطى الجمع بكل ثقة، وتأخذ مكانها في مجلس العزاء بلا خجل، وهي بكامل «مساحيقها» و«سراريحها» الاستعراضية، وكأنها مدعوة لحفل زفاف قد أضلّت طريقها!
فبعض الأمهات، الله يهديهن، يعتقدن أن مجالس العزاء، من المناسبات المواتية لعرض الفتاة، لعلّ وعسى أن تجد نصيبها وإن كان عن طريق السير على أحزان الآخرين واجتراح حرمة وجعهم، ولكن، المفارقة، المضحكة، والمخيبة للآمال في آن واحد، أن الكثير من الشباب ممن كانوا يتطلعون، يوماً، للحصول على زوجات حقيقيات بلا بهرجة أومساحيق ثقيلة أو فلاتر، وأنهم سيجدون «ضالتهم» أو مبتغاهم في تلك التجمعات الوقورة عن طريق توصية معارفهم أو أمهاتهم، غير أنها أصبحت أمنية بعيدة المنال، على ما يبدو، لطالما أصبحت «بعض» الأمهات والكثير من الفتيات، اليوم؛ ممن خالفن الأعراف وضربن بعرض الحائط أبسط قواعد الإتيكيت وأبجديات السنع، يلجن مجالس العزاء وهنّ «مفلترات»!
f.lami@alroeya.com
فلم يخالجنا، يوماً، في مجتمع إماراتي أي تخوف أو قلق من مغبة انصهار أو ذوبان ثقافتنا وموروثنا القيمي والاجتماعي في ظل هذا التنوع أو «الكوزموبلاتينية الاجتماعية»، طالما، كان، ومنذ بدايات التحول الحضاري في البلاد وعي مجتمعي عام وتوجه قيادي وعلى جميع المستويات، سواء من قبل مؤسسات المجتمع المدني أوالحكومي على أهمية إبراز موروثنا الاجتماعي بكل خصائصه وسماته والمحافظة عليه، وصونه من الطمس أو التشويه، وإحيائه في نفوس وذاكرة الناشئة كمعلومة وكسلوك باعتباره إرثاً إنسانياً وتاريخياً وطنياً لا يمكن التفريط به، بدءاً من المفردة المحلية إلى عاداتنا وتقاليدنا وأعرافنا الاجتماعية الراقية وزيّنا الوطني بكل تفاصيله وجماله، والكثير مما توارثناه من قيم اجتماعية وثقافية وأخلاقية وتربوية وقيمية أصيلة ذات خصوصية ضاربة في الجذور.
ولأننا لا نريد أن نكون من أولئك الذين يتوهجون حباً وعزاً وانتماءً لأوطانهم في مقامات، وفي مقامات أخرى نراهم من «المخالفين»؛ ممن «أضاعوا أولهم وتاليهم»، ونتوجّه إليهم بإشارة تنبيه، ونذكرّهم بأصالة أذواقنا وأعرافنا الاجتماعية، لعلّهم يتداركون بعض سلوكياتهم، التي لا تستقيم مع أي عرف اجتماعي أو أي بروتوكول ذوقي في العالم، ويحتاجون إلى من يعرّفهم بأبجديات «السنع» من جديد!
فبعض الأمهات، الله يهديهن، يعتقدن أن مجالس العزاء، من المناسبات المواتية لعرض الفتاة، لعلّ وعسى أن تجد نصيبها وإن كان عن طريق السير على أحزان الآخرين واجتراح حرمة وجعهم، ولكن، المفارقة، المضحكة، والمخيبة للآمال في آن واحد، أن الكثير من الشباب ممن كانوا يتطلعون، يوماً، للحصول على زوجات حقيقيات بلا بهرجة أومساحيق ثقيلة أو فلاتر، وأنهم سيجدون «ضالتهم» أو مبتغاهم في تلك التجمعات الوقورة عن طريق توصية معارفهم أو أمهاتهم، غير أنها أصبحت أمنية بعيدة المنال، على ما يبدو، لطالما أصبحت «بعض» الأمهات والكثير من الفتيات، اليوم؛ ممن خالفن الأعراف وضربن بعرض الحائط أبسط قواعد الإتيكيت وأبجديات السنع، يلجن مجالس العزاء وهنّ «مفلترات»!
f.lami@alroeya.com