نجح المدرب الفرنسي السابق لريال مدريد زين الدين زيدان في ترسيخ حالة خاصة من الثقة بفريقه، عندما يلعب في دوري أبطال أوروبا، والمتمثلة في شعور الجميع بمقدرة الملكي على تحقيق الفوز حتى في أحلك الظروف.
وكانت النتيجة من كل ذلك هيمنة الريال في عهد الأسطورة الفرنسي على الشامبيونزليغ ثلاثة أعوام متتالية، على الرغم من نتائجه المتواضعة في الليغا، ما دفع الكثيرين إلى التساؤل عن سرّ نجاح الفريق أوروبياً أكثر من المستوى المحلي.
وهنا يطل زين الدين برأسه، إذ ينظر إليه على أنه صانع تلك العقلية المشبعة بالانتصارات على المستوى الأوروبي، وهو مجهود لا تزال آثاره ممتدة حتى الآن، على الرغم من الترنح غير المسبوق في نتائج الريال في الدوري الإسباني لكرة القدم (الليغا)، والذي يحتل فيه الفريق المركز الخامس من 14 مباراة.
ومن خمس مباريات خاضها الريال في دوري الأبطال هذا الموسم نجح في تحقيق الفوز في أربع وخسر واحدة «كانت خلال فترة المدرب السابق والمقال أخيراً لسوء النتائج جوليان لوبيتيغي»، وهذا أمر طبيعي مقارنة بالفرق الأخرى والكبيرة، والتي عادة ما تكسب جميع مبارياتها في دور مجموعات الشامبيونزليغ، بيد أن الأمر الأكثر إلهاماً يتبدى بعد عقد مقارنة داخلية بين ريال الليغا وريال الأبطال، ومن هنا يظهر الفرق.
ولا يمكن أن يرجع ذلك سوى إلى الدور المهم الذي لعبه الفرنسي زيدان، بتغييره عقلية الفريق تماماً عندما يلعب في الأبطال، وحده لوبيتيغي الذي فشل في الاستفادة من ذلك ليسقط بشكل مخيّب أمام سسكا موسكو الروسي في الجولة الثانية من دور المجموعات، والسبب هنا راجع إلى لوبيتيغي نفسه، الذي حاول التنكر لأسلوب وسحر زيزو في مواجهة سسكا موسكو، على الرغم من استفادته منها أمام روما الإيطالي في مباراة الذهاب بالفوز بثلاثية نظيفة.
تأثير نفسي
كثيراً ما بدا ريال مدريد في نظر الكثيرين أنه ليس الفريق الأفضل في العالم الذي بإمكانه الفوز بثلاثة ألقاب متتالية في الشامبيونزليغ، البطولة الأكبر، بيد أن الفارق ربما تمثل في تمتع الفريق بالروح القتالية والثقة العالية بالنفس، بل والقناعة بأن الفوز سيكون في النهاية من نصيب الريال، مهما كانت ظروف المباريات.
ودائماً ما يتفاجأ عشاق الريال بتألق لاعبين لم يكونوا في الحسبان خلال مواجهات الفريق أوروبياً، وأبرز مثال على ذلك ما فعله الويلزي غاريث بيل في نهائي كييف أمام ليفربول، وهو القادم من سجن طويل في دكة البدلاء وأيضاً إصابات طويلة مقلقة، قبل أن ينقذ الريال من التعادل ويسجل هدفين في الفوز (3 ـ 1) على الريدز.
وبالنظر بتعمق في حال الريال مع زيدان، يظهر تركيز الفرنسي على الجانب النفسي للاعبين أكثر من تلقينهم تعليمات تتعلق بكيفية التعامل مع الكرة داخل الملعب، وهو أمر ناتج بالأساس من خبراته الثرّة باعتباره لاعباً لا يُشق له غبار، إلى جانب استفادته من العمل مع خبير التكتيك ودوري أبطال أوروبا، المدرب الإيطالي كارلو إنشيلوتي.
وفي السياق التكتيكي، لا يلتزم زيدان بخطة لعب معينة بالمعنى الحرفي لكلمة خطة، إذ ينحصر كل عمله في الطلب من ظهيري الريال داني كارفخال ومارسيلو بلعب دور هجومي أكثر، في حين تذكير كاسيميرو باستمرار أن لديه إمكانات دفاعية قادرة على حماية ظهر الريال عند تقدم الظهيرين.
وفي الوسط لعب زيدان على شغف كل من توني كروس ولوكا مودريتش الهجومي، إذ لم يمنعهما من ذلك، عكس خلفه لوبيتيغي الذي كبّل الألماني كروس في الشق الدفاعي ليفقد هجوم الريال دعمه وبريقه.
وفي الهجوم الصريح، يوظف زيدان مواطنه كريم بنزيمة للعب بشكل فردي أكثر من الالتزام بتعليمات تتعلق بضرورة الجماعية، إذ عادة ما ينجح بنزيمة في خلخلة الدفاعات، ليتيح بالتالي الفرصة للهداف كريستيانو رونالدو من أجل إحراز أكبر قدر من الأهداف بغرض تأمين النتيجة لمصلحة فريقه، كما ينطبق الأمر ذاته على كل من ماركو أسيسنيو ولوكاس فاسكيز، إذ كانت لديهما نزعة تهديفية لا يستهان بها مع زيدان.
استغلال الوصفة
من جهته، ومنذ تعيينه خلفاً للمدرب السابق للريال والمنتخب الإسباني جوليان لوبيتيغي، انحاز المدرب الأرجنتيني الجديد سانتياغو سولاري إلى مقاربة زيدان مع الريال في دوري الأبطال لينجح فعلياً في حصد ثلاثة انتصارات نارية، حاسماً تأهله مبكراً إلى ثُمن النهائي.
وتجلت استعانة سولاري بطريقة زيدان في مواجهة روما الأسبوع الماضي، والتي كسبها بثنائية نظيفة، وذلك على الرغم من الروح المعنوية السيئة التي دخل بها لاعبو الريال إلى أرضية المعلب، بعد خسارتهم بثلاثية نظيفة أمام إيبار في الجولة الـ 13 من قبل مواجهة ملعب الأولمبيكو بأربعة أيام فقط.
ولم يفعل سولاري أكثر مما كان يفعله زيدان، وذلك بزيادته لطلعات الظهيرين مارسيلو وكارفخال، إلى جانب تحرير كل من بنزيمة وفاسكيز وبيل، قبل أن ينجح بيل في منح الريال التقدم، ويضيف فاسكيز الهدف الثاني.
وعموماً، يمكن اختصار تكتيك سولاري في البساطة والبُعد الشديد عن التعقيد، مع منح حرية أكبر للاعبين أصحاب النزعة الهجومية وعلى رأسهم كروس، إلى جانب توظيف ماركوس لورينتي في حراسة عمق الريال والدفاع من وسط الملعب.
وفي ظل تشبع نجوم الريال بتلك العقلية التي غرسها زيدان، وأيضاً تشبث سولاري بالمقاربة «الزيدانية» ذاتها، لا يبدو حلم التتويج بالنجمة الرابعة على التوالي بعيد المنال، على الرغم من التحديات الجمّة التي تواجه الريال حالياً.
وكانت النتيجة من كل ذلك هيمنة الريال في عهد الأسطورة الفرنسي على الشامبيونزليغ ثلاثة أعوام متتالية، على الرغم من نتائجه المتواضعة في الليغا، ما دفع الكثيرين إلى التساؤل عن سرّ نجاح الفريق أوروبياً أكثر من المستوى المحلي.
وهنا يطل زين الدين برأسه، إذ ينظر إليه على أنه صانع تلك العقلية المشبعة بالانتصارات على المستوى الأوروبي، وهو مجهود لا تزال آثاره ممتدة حتى الآن، على الرغم من الترنح غير المسبوق في نتائج الريال في الدوري الإسباني لكرة القدم (الليغا)، والذي يحتل فيه الفريق المركز الخامس من 14 مباراة.
ولا يمكن أن يرجع ذلك سوى إلى الدور المهم الذي لعبه الفرنسي زيدان، بتغييره عقلية الفريق تماماً عندما يلعب في الأبطال، وحده لوبيتيغي الذي فشل في الاستفادة من ذلك ليسقط بشكل مخيّب أمام سسكا موسكو الروسي في الجولة الثانية من دور المجموعات، والسبب هنا راجع إلى لوبيتيغي نفسه، الذي حاول التنكر لأسلوب وسحر زيزو في مواجهة سسكا موسكو، على الرغم من استفادته منها أمام روما الإيطالي في مباراة الذهاب بالفوز بثلاثية نظيفة.
تأثير نفسي
كثيراً ما بدا ريال مدريد في نظر الكثيرين أنه ليس الفريق الأفضل في العالم الذي بإمكانه الفوز بثلاثة ألقاب متتالية في الشامبيونزليغ، البطولة الأكبر، بيد أن الفارق ربما تمثل في تمتع الفريق بالروح القتالية والثقة العالية بالنفس، بل والقناعة بأن الفوز سيكون في النهاية من نصيب الريال، مهما كانت ظروف المباريات.
ودائماً ما يتفاجأ عشاق الريال بتألق لاعبين لم يكونوا في الحسبان خلال مواجهات الفريق أوروبياً، وأبرز مثال على ذلك ما فعله الويلزي غاريث بيل في نهائي كييف أمام ليفربول، وهو القادم من سجن طويل في دكة البدلاء وأيضاً إصابات طويلة مقلقة، قبل أن ينقذ الريال من التعادل ويسجل هدفين في الفوز (3 ـ 1) على الريدز.
وبالنظر بتعمق في حال الريال مع زيدان، يظهر تركيز الفرنسي على الجانب النفسي للاعبين أكثر من تلقينهم تعليمات تتعلق بكيفية التعامل مع الكرة داخل الملعب، وهو أمر ناتج بالأساس من خبراته الثرّة باعتباره لاعباً لا يُشق له غبار، إلى جانب استفادته من العمل مع خبير التكتيك ودوري أبطال أوروبا، المدرب الإيطالي كارلو إنشيلوتي.
وفي السياق التكتيكي، لا يلتزم زيدان بخطة لعب معينة بالمعنى الحرفي لكلمة خطة، إذ ينحصر كل عمله في الطلب من ظهيري الريال داني كارفخال ومارسيلو بلعب دور هجومي أكثر، في حين تذكير كاسيميرو باستمرار أن لديه إمكانات دفاعية قادرة على حماية ظهر الريال عند تقدم الظهيرين.
وفي الوسط لعب زيدان على شغف كل من توني كروس ولوكا مودريتش الهجومي، إذ لم يمنعهما من ذلك، عكس خلفه لوبيتيغي الذي كبّل الألماني كروس في الشق الدفاعي ليفقد هجوم الريال دعمه وبريقه.
وفي الهجوم الصريح، يوظف زيدان مواطنه كريم بنزيمة للعب بشكل فردي أكثر من الالتزام بتعليمات تتعلق بضرورة الجماعية، إذ عادة ما ينجح بنزيمة في خلخلة الدفاعات، ليتيح بالتالي الفرصة للهداف كريستيانو رونالدو من أجل إحراز أكبر قدر من الأهداف بغرض تأمين النتيجة لمصلحة فريقه، كما ينطبق الأمر ذاته على كل من ماركو أسيسنيو ولوكاس فاسكيز، إذ كانت لديهما نزعة تهديفية لا يستهان بها مع زيدان.
استغلال الوصفة
من جهته، ومنذ تعيينه خلفاً للمدرب السابق للريال والمنتخب الإسباني جوليان لوبيتيغي، انحاز المدرب الأرجنتيني الجديد سانتياغو سولاري إلى مقاربة زيدان مع الريال في دوري الأبطال لينجح فعلياً في حصد ثلاثة انتصارات نارية، حاسماً تأهله مبكراً إلى ثُمن النهائي.
وتجلت استعانة سولاري بطريقة زيدان في مواجهة روما الأسبوع الماضي، والتي كسبها بثنائية نظيفة، وذلك على الرغم من الروح المعنوية السيئة التي دخل بها لاعبو الريال إلى أرضية المعلب، بعد خسارتهم بثلاثية نظيفة أمام إيبار في الجولة الـ 13 من قبل مواجهة ملعب الأولمبيكو بأربعة أيام فقط.
ولم يفعل سولاري أكثر مما كان يفعله زيدان، وذلك بزيادته لطلعات الظهيرين مارسيلو وكارفخال، إلى جانب تحرير كل من بنزيمة وفاسكيز وبيل، قبل أن ينجح بيل في منح الريال التقدم، ويضيف فاسكيز الهدف الثاني.
وعموماً، يمكن اختصار تكتيك سولاري في البساطة والبُعد الشديد عن التعقيد، مع منح حرية أكبر للاعبين أصحاب النزعة الهجومية وعلى رأسهم كروس، إلى جانب توظيف ماركوس لورينتي في حراسة عمق الريال والدفاع من وسط الملعب.
وفي ظل تشبع نجوم الريال بتلك العقلية التي غرسها زيدان، وأيضاً تشبث سولاري بالمقاربة «الزيدانية» ذاتها، لا يبدو حلم التتويج بالنجمة الرابعة على التوالي بعيد المنال، على الرغم من التحديات الجمّة التي تواجه الريال حالياً.