مَن مِنّا لا يحتاج للحب في حياته؟ من منا لا يتنفس الحب ليستمتع بما يعيش فيه ويطمح إليه؟ هذا الحب الذي يجعلنا نميل ونبحث عما هو مفرح وسارّ، سواء أكان لإرضاء جانب مادي فينا أم روحي. نحب لنلوّن هذه الحياة بالأجمل، لنجعل العيون تلمع ابتهاجاً ونحن نستمتع بكل ما نحب.الحب لا يحتاج ليوم أو مناسبة، وما أروعه حين يعيش الاستدامة فينا بصدق وتفانٍ وإخلاص، وما أعظمه حين يرتبط بالإيمان وحب الخالق، هنا نستطيع أن نصفه بالحب العقلي ذلك الذي قيل عنه: هو الحب الناشئ عن المعرفة المطابقة لحقائق الأشياء، إذ إن هذه المعرفة تولِّد في نفوسنا فرحاً مصحوباً بقناعتنا بأن اللـه تعالى سبب سرورنا وسعادتنا في هذه الحياة. أظهرت دراسة أمريكية أن الأزواج الذين يعيشون حالة حب يتمتعون بصحة عقلية تقيهم من الإصابة بالكآبة، كما أنهم يشعرون على الدوام بالسعادة والرضا العميق الذي يعزز الألفة والحب في أجواء الأسرة، ما ينعكس على الاستقرار العقلي والاجتماعي، والأغرب في هذه النتيجة أن الأزواج الأحباء أكثر نجاحاً في العمل، كما أنهم أكثر صحة جسدية .. فنظام المناعة لديهم أقوى، ويتمتعون بمقاومة أفضل للفيروسات مثل البرد والأنفلونزا والقلب السليم، كل ذلك حتماً سيجعلهم يتمتعون بحياة أطول وسعادة أكبر.كثيرون ربطوا الحب بالقلب، والسبب هو أن الأخير يعدّ المصدر الرئيس لمشاعر الحب، حيث أكد أحد أطباء القلب أن ارتباط القلب بالحب عادة ما يكون نتيجة زيادة ضربات القلب مع الانفعال الشديد الناتج عن الفرح أو الحزن، وأن الشعور بالحب ينتج عن المخ، ويترجمه القلب من خلال إفراز هرمونات السعادة.إذاً، كيف لنا أن نقيس أهمية هذا الحب في حياتنا، والدرجة المطلوب الوصول إليها من أجل حياة أفضل؟ عالم النفس الشهير «ماسلو» وضع هرماً لبناء الشخصية، تكلم فيه عن احتياجات الإنسان الأولية من طعام وشراب، ثم تكلم عن الاحتياجات الأخرى وهي إحساسه بالأمان واحتياجاته العاطفية، حيث أكد أن الحب هو المصدر الأساسي للسعادة، وهو المسؤول عن تغيير حياتنا وتصرفاتنا.الجميل أن هذا العالم ذكر حقيقة مهمة وهي أن حب الأصدقاء يشكل الجزء الأكبر في حياتنا فلا أحد يستطيع أن يعيش من دون أصدقاء، ومجرد أن يملك الواحد منا الإحساس بأن لديه أصدقاء مخلصين محبين له ولن يتخلوا عنه في السراء والضراء، هذا سيجعله يشعر بأنه ليس وحيداً ما ينعكس على حب البقاء والحياة.a.halyan@alroeya.com