اليوم هو الأربعاء، التاريخ هو الرابع من فبراير، والساعة لا توقيت يحددها فكل الوقت هو لموعد واحد لمناسبة واحدة لحدث تجتمع العالم عليه، والمتمثل باليوم العالمي للسرطان الذي تحييه كل عام منظمة الصحة العالمية والوكالة الدولية لبحوث السرطان، وذلك من أجل هدف رئيس يتمثل بدعم جهود الهيئة الدولية لمكافحة السرطان، وإيجاد أفضل السبل للتخفيف من معاناة المرضى والعبء العالمي المتصل بانتشار هذا الداء.اليوم، وأنا أخط هذا المقال تستوقفني صورة طفلة أصابها هذا المرض، فجلست على سرير المعاناة تنظر إلى أمها التي لا حول لها ولا قوة سوى النظر إلى البراءة التي قُتلت من الألم، ومن الحسرة التي أسقطت الدمعة قبل رأس الشعر، كيف لا؟ وجميعنا يعلم أن السرطان القاتل استولى على الصغار قبل الكبار، فصار أكبر مسبب للوفاة في أرجاء العالم، حيث أكدت الأبحاث أنه للأسف مع انتشاره الواسع من المتوقع أن يصل ارتفاع عدد الوفيات الناجمة عنه وعلى الصعيد العالمي إلى 13.1 مليون وفاة في العام 2030.دولة الإمارات واحدة من أهم الدولة التي أخذت على عاتقها مسؤولية تطبيق أفضل الممارسات العالمية المعمول بها في مجال الرعاية الصحية والطبية المتقدمة، خصوصاً رعاية مرضى السرطان، والكثير من المبادرات والبرامج والمؤتمرات تؤكد حقيقة هذا الجانب، حيث يعد مؤتمر الإمارات للأورام الذي يحرص مستشفى توام في مدينة العين على تنظيمه سنوياً واحداً من الأساليب التي تنتهجها الإمارات للاستفادة من الخبرات والتجارب العالمية، والتي تسعى من خلاله لتوفير أفضل سبل الرعاية الصحية والعلاج، خصوصاً أنه تم الكشف من خلال هذا الحدث أن إجمالي عدد المصابين بالأورام السرطانية في الدولة، بلغ أكثر من عشرة آلاف مصاب منهم نحو 1500 حالة لإصابات جديدة خلال العام 2013، والواضح حسب تلك النتائج أن سرطان الثدي هو أكثر أنواع السرطانات انتشاراً في الدولة بنسبة تبلغ 20 في المئة.اليوم ومع اليوم العالمي للسرطان، لابد ألا نغفل عن مبادرة القافلة الوردية التي حظيت باهتمام كبير على المستويين الإقليمي والدولي، تلك المسيرة السنوية التي تهدف للتوعية بسرطان الثدي في دولة الإمارات، حيث شهدت خلال سنواتها القليلة الماضية نجاحاً واضحاً في مسألة تعزيز الوعي المجتمعي، من خلال التأكيد على ضرورة الكشف المبكر عن سرطان الثدي، وتصحيح المفاهيم الخاطئة عن هذا المرض.اليوم كل الدعاء لمن يعاني هذا الداء، وليكن الأمل هو طريقكم لتخطي الصعاب وصولاً إلى النجاة والشفاء.a.halyan@alroeya.com