بينما تتجاهل منظمة هيومن رايتس ووتش القضايا الإنسانية الكبرى في بقاع عدة من العالم التي خلالها تسحق آدمية الإنسان وتنتهك الحقوق البشرية بالكامل، وتكتفي بإصدار بيان مقتضب موجز وتنشره على استحياء تفرد وتنشر بياناً واسعاً عن العمالة المنزلية الوافدة في دولة الإمارات، وهذا التقرير جاء في 79 صفحة يحكي قصصاً فردية لبعض العاملات المنزليات تعرضن لمشاكل مع رب العمل، وبالمناسبة، قد يكون رب العمل مواطناً أو غير ذلك، وهذه المشاكل تتعلق بالراتب وساعات العمل وسوء المعاملة. لكن لماذا نستغرب مثل هذا البيان من منظمة أفردت عشرات البيانات والتقارير دفاعاً عن الإرهابيين في العالم؟ أليست هي التي تحث بعض الحكومات على التسامح مع منظمات مسلحة إرهابية، لقد بات واضحاً أن هذه المنظمة مخترقة تماماً ويتم توجيه مهامها وبياناتها ضد أكثر دول العالم تميزاً واستقراراً ورفاهاً للإنسان. كيف تنسى هذه المنظمة وجود 200 جنسية أجنبية مختلفة على ثرى الإمارات، وتصوب بياناتها فقط لأنها جمعت عينة صغيرة جداً كما تقول في بيانها، ورغم هذا تنشره وتهاجم بلداً يوصف على مؤشرات التنمية العالمية بأنه الأرقى والأسعد والأكثر نمواً للاقتصاد، عرف عنه التسامح والمساواة والعدالة. ورغم ذلك، جاء الرد الإماراتي حكيماً، فقد قالت آمنة المهيري مديرة إدارة حقوق الإنسان في وزارة الخارجية في بيان لها: إن تقرير «هيومن رايتس ووتش» يفتقد الصورة الأشمل، فالإمارات تقدم الفرص الاقتصادية للناس من 200 جنسية مختلفة، وبناء على ذلك فإن الدولة تؤكد التزامها بالتحسين المتواصل حماية للعمالة الأجنبية، وأضافت المهيري أنه «ونظراً لوجود هذا العدد من العمال الأجانب في الإمارات فلا بد أن تكون هناك بعض الفرص لوجود حالات فردية من الإساءة لا تعكس الوضع العام الذي هو في صالح الأغلبية العظمى من أرباب العمل والعمال»، مؤكدة أن دولة الإمارات العربية المتحدة «ستواصل جهودها لتحسين الحماية للعمال الأجانب والدخول في حوار مع بلدانهم لحل القضايا التي تطرأ». وفي هذا البيان وصف دقيق لآليات التعامل مع مثل هذه الحالات، فضلاً عن قيام وزارة الداخلية بزيارات للقنصليات والسفارات الأجنبية من أجل النقاش وبحث السبل لحل أي صعوبات تواجه مواطنيهم. لقد بات واضحاً أن هذه المنظمة تضع يدها على بعض المشاكل المحدودة القليلة، ثم تقوم بتضخيمها ونشرها على مستوى العالم، أما لماذا أو ما هو السبب؟ فعلى هذه المنظمة الإجابة، أما بالنسبة إلي فالإجابة واضحة، وهي أن الأجندة لهذه المنظمة سيئة جداً وبوصلتها منحرفة عن الاتجاه الصحيح.s.marzouqi@alroeya.com