Nada Nhamdy

ينشغل الغرب عامة وبريطانيا بصفة خاصة هذه الفترة بمراجعة الأنظمة والقوانين التي سمحت للجماعات المتطرفة الهاربة من العدالة في بلدانها الأصلية بأن تلجأ إلى بريطانيا. وأهم أسباب مراجعة الأنظمة اكتشاف الأجهزة الأمنية الغربية أن كثيراً من مواطنيها تأثروا بالأفكار الإرهابية بسبب وجود هذه المنظمات على أراضيها، حتى بات الكثير منهم وقوداً للعمليات الإرهابية. صحيفة إكسبريس البريطانية قالت إنه من المخيف أن أعداد البريطانيين الذين ذهبوا للقتال مع داعش غير معروفة وتتراوح ما بين 500 إلى 1500 بريطاني. وبريطانيا بشكل خاص دعمت وآوت كثيراً من الجماعات الإسلامية ومن أهمها الإخوان المسلمون. واتضح للكثير من المحللين والمراقبين وسياسييها أخيراً أنه بسبب هذه السياسة فإن هؤلاء الإرهابيين استغلوا الأراضي البريطانية لجمع المال وتنظيم صفوفهم وإنشاء وسائل إعلام لنشر سمومهم. استيقظ الغرب برمته على مشاهد قطع الرؤوس وذبح الأبرياء، وخصوصاً وهم يشاهدون قتل الصحافي الأمريكي جيمس فولي، والتحليلات التي بينت أن القاتل بريطاني عندما فضحته لكنته.. هذا الذهول بيّنه الباحث البريطاني هراس رفيق الذي يعمل في مركز كويليام لمكافحة التطرف، بقوله: «فجأة أصبح أكبر شيء نصدره للعالم هو الإرهاب». ويضيف في كلمات عميقة ولها دلالاتها: «لكن يجب ألا يفاجئنا هذا الأمر، فالمملكة المتحدة تدعم الجماعات الإسلامية المتطرفة، مثل جماعة الإخوان المسلمين وفروعها منذ عقود، فيما كانت هذه الجماعات تلقن شبابنا أن عليهم الانضمام إلى صفوف الصراع لإنشاء خلافة إسلامية، ومن ثم توسيعها في جميع أنحاء العالم». لقد ارتكبت الحكومة البريطانية والغرب بصفة عامة خطأ فادحاً عندما صنفت هؤلاء الإرهابيين بأنهم لاجئون، وقدمت لهم التسهيلات والحماية بل وصرفت لهم رواتب ومخصصات من دافعي الضرائب، وهذه هي اليوم تكتوي بنارهم. قبل فترة من الزمن صرخت جوليا جيلارد، رئيسة وزراء أستراليا، وهي تخاطب متشدداً إسلامياً في أستراليا: «أنتم تهاجرون إلى دولٍ تقولون إن الله أخزاها بالكفر من أجل الحرية، العدل، الترف، الضمان الصحي، الحماية الاجتماعية، المساواة أمام القانون، فرص عمل عادلة، مستقبل أطفالكم، حرية التعبير، إذن لا تتحدثوا معنا بتعصب وكره، فقد أعطيناكم ما تفتقدونه، احترمونا أو غادروا». جميع ما يصدر وينشر اليوم في وسائل الإعلام الغربية كان ماثلاً وواقعاً في عالمنا العربي منذ سنوات طويلة، ورغم مشاهدتهم لكل الفوضى التي يحدثها هؤلاء المتطرفون في مجتمعاتهم الأصلية، فإن الغربيين لم يقتنعوا بأن خطرهم كالسم الزعاف، أعتقد أن هذا الخطأ بدأ تصحيحه ونتمنى أن يستمر هذا الوعي. s.marzouqi@alroeya.com

أخبار ذات صلة