Mahmoud Kamel

تقدّم إحدى نشراتنا الصوتية الحديثة عبر «فريكونوميكس راديو»، والتي تحمل عنوان «ازدحام إلى أقصى الحدود»، تفسيراً مفاجئاً حول الأسباب التي تكمن وراء استمرار ارتفاع معدل البطالة في الولايات المتحدة الأمريكية نسبياً. فهي تتضمن حديثاً مع بول بودري وهو خبير في الاقتصاد من جامعة كولومبيا البريطانية، وأحد المؤلفين - بالإضافة إلى بينجامين ساند من جامعة يورك، ودايفيد غرين من جامعة كولومبيا البريطانية أيضاً - لدراسة نُشرت في وقت سابق من هذا العام تحت عنوان «انقلاب كبير في مجال طلب المهارات والمهام المعرفية».ووفق ما ورد في ملخص هذه الدراسة نجد أننا نتوصل إلى أنه لا بد من طرح السؤال الآتي: ما هي العوامل التي تفسر انخفاض معدل العمل في الولايات المتحدة الأمريكية؟ وفيما تدور مناقشة كبيرة حول هذا السؤال خلال السنوات الأخيرة، نعتقد أنه يمكن استخلاص زيادة البصيرة بشكل كبير من خلال التركيز على إحداث تغييرات في سوق العمل مطلع هذا القرن.وإننا نرى بشكل خاص أنه منذ العام 2000 تقريباً، شهد طلب المهارات أو طلب المهام المعرفيّة على وجه الخصوص والتي غالباً ما تكون مرتبطة بالمهارات التعليميّة العالية، تغيراً ملحوظاً. ومن جهتهم، سجّل العديد من الباحثين ارتفاعاً قوياً ومستمراً في طلب المهارات خلال العقود التي سبقت العام 2000.وفي الدراسة المذكورة، قمنا بتسجيل انخفاض في هذا الطلب خلال السنوات التي تلت العام 2000، وحتى مع ارتفاع توفير العاملين في مجال التعليم العالي. وننتقل إلى إظهار أنه رداً على هذا الانقلاب في الطلب، فقد تراجع مستوى العاملين من ذوي المهارات العالية على السلم المهني، وما كان منهم إلا أن بدؤوا بتأدية أعمال عادة ما كان يقوم بها العمال الذين يتمتعون بمهارات محدودة، أي أقل بكثير من قدرات العاملين من أصحاب المهارات العالية.وبالمقابل، نكتشف بسهولة أن عملية تخفيض المهارة هذه قد أدت إلى اضطرار العمال ذوي المهارة العالية إلى دفع أصحاب المهارة المحدودة إلى أسفل السلم المهني، وحتى إبعادهم إلى حد ما عن القوة العاملة كلها.

أخبار ذات صلة